أمين السالمي (الرباط)
توالت في الآونة الأخيرة، خرجات عزيز رباح، وزير النقل والتجهيز واللوجيستيك، وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، المثيرة للجدل، على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك. تدوينات خلقت ردود فعل، ظاهرة وخفية، بين قواعد وقيادات التنظيم الحزبي. بعض البيجيديين لم ترقه تدوينات رباح، الذي يعتبره مراقبون المرشح الأوفر حظاً لقيادة سفينة “المصباح” خلفاً لعبد الإله ابن كيران.
تدوينات وزيرالتجهيز والنقل واللوجيستيك، على الفايس بوك أضحت تأخذ منحى سياسي آخر غير اللذي يتبناه حزب العدالة والتنمية، وفسحت المجال لـ”كتائب” البيجيدي الإلكترونية لتقريع رباح، وجرٌت عليه انتقادات إخوانه في الأمانة العامة لحزب “المصباح”.
انطلق تغريد عزيز رباح خارج سرب الأمين العام عبد الاله ابن كيران، بعدما كان واحدا من أقرب المقربين إليه، منذ خرج، بشكل مفاجئ، مدافعاً بقوة عن المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، منتقدا ما جاء في حوار صحافي مع المؤرخ المغربي المعطي منجب، قال فيه إن المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، يمثل، في مخيال الجمهور المغربي، قفاز السلطة، مقابل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الذي يمثل ما قال عنه “الكبرياء الشعبي”، ومحذراً (رباح) من التحاليل التي قال إنها “تنظر للفتنة والصدام وليس للثقة والتوافق”.
عبد الاله ابن كيران، الأمين العام للبيجيدي، لم يفوت الفرصة، في لقاء صحافي مع موقع”الأول”، لـ”يقطر الشمع على عزيز رباح، باعتباره من القلائل في الحزب اللذين يرفضون مواجهة “التحكم” ويعمدون إلى مهادنة رموزه. وكشف ابن كيران أنه، عقب خروج فؤاد عالي الهمة من وزارة الداخلية، وتوجهه إلى القناة الثانية لمهاجمة البيجيدي، رفض سعد الدين العثماني، الأمين العام آنذاك، مطلبه للرد على الهمة، عبر القناة، وبعث رباح ليلطف الجو و”لكي لا يواجه فؤاد عالي الهمة”.
وازدادت حرب “الكتائب” الإلكترونية للبيجيدي على عزيز رباح، بعد تقديمه “دروساً في دولة المؤسسات” ودفاعه بشكل ضمني عن إلياس العماري ، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، والأمين العام لـ”البام”، حيث علق على مشاركته في قمة المناخ المتوسطية في طنجة، التي قاطعها عبد الاله ابن كيران، قائلا” “منطق الدولة والمؤسسات وليس بالمنطق الحزبي الذي له مجالاته وأساليبه، وبين العمل المؤسساتي الذي يعلو فوق ذلك، فرئاسة حزب شيء ورئاسة الحكومة شيء ورئاسة الجهة شيء آخر”، معتبراً أن مؤتمر ميد كوب “ليس نشاطا حزبيا حتى نقف منه موقفا سياسيا، بل هو عمل مؤسساتي ينظم في نسخته الثانية بعد نسخة مارسيليا ولا شك أن الفاعلين شاركوا حسب الاستطاعة بدافع المصلحة الوطنية”.
علاقة الأمين العام لحزب المصباح بوزيره في قطاع التجهيز والنقل واللوجستيك ليست على ما يرام، وكل واحد وضع مسافة من الآخر، منذ “دفاعه” عن المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، يقول مصدر من داخل حزب العدالة والتنمية، قبل أن يؤكد أن عبد الاله ابن كيران عبر، غير ما من مرة، في اجتماعات ولقاءات داخلية عن انزعاجه من خرجات وتحركات رباح ولعبه بـ”أوراق الياناصيب” في العمل السياسي، مشيرا إلى دعوة “زعيم المصباح” أعضاء حزبه، بالامتناع عن التصويت لعزيز رباح في انتخابات التنظيم الحزبي الداخلية.
عزيز رباح، الذي سبق وشغل، قبل دخول حزب العدالة والتنمية الحكومة، مستشاراً في دواوين وزراء سابقين، وفي ديوان الوزير الأول السابق، إدريس جطو، وتلقى عرضا للانضمام إلى “حركة لكل الديمقراطيين”، سبق وقال، في تدوينة سابقة، بخصوص قربه من المخزن والصراع الخفي بينه وبين عبد الإله ابن كيران: “تخرج علينا كتابات وتحاليل وتعاليق من خارج الصف وأخرى من داخله وأخرى من خلف الستار بين الفينة والأخرى بتصنيفات واتهامات، وهي الكتابات التي روجت قبل 20 فبراير أن ابن كيران ورباح وآخرين يمثلون تيار المخزن داخل العدالة والتنمية وأن قيادات أخرى تمثل تيار الممانعة وتيار الشعب”، مضيفاً: “اليوم تحول نفس الأشخاص بتسعين درجة ولغايات معروفة وأصبح ابن كيران يمثل تيار الشعب ورباح مقرب من المخزن، وتزداد وتروج هذه التصنيفات قبل أي استحقاق انتخابي داخل الحزب وأيضا قبل أي استحقاق انتخابي وطني”.
