• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 25 سبتمبر 2022 على الساعة 14:00

رحلتها مع السرطان/ اتصال جلالة الملك/ الأوسمة والجوائز.. مسار أيقونة النضال عائشة الشنا (فيديوهات)

رحلتها مع السرطان/ اتصال جلالة الملك/ الأوسمة والجوائز.. مسار أيقونة النضال عائشة الشنا (فيديوهات)

فاعلة حقوقية ليست كغيرها، أفنت جهدها وصحتها وعمرها في خدمة الأمهات والأطفال المتخلى عنهم، عائشة الشنا، المناضلة والمدافعة عن حقوق المرأة غادرتنا إلى دار البقاء.

في اتصالات هاتفية للموقع مع عدد من زميلاتها في الجمعية التي أسستها عام 1953، سُمع البكاء والدعاء لمن أسست جمعية التضامن النسوى، المؤسسة الخيرية التي تجندت “مي عائشة”، من خلالها لمساعدة النساء العازبات وضحايا الاغتصاب.

رحلة السرطان

في سنة 2007، أصيبت عائشة الشنا بالسرطان، لم تتقبله ودخلت في حالة اكتئاب، لكن ليس بحجم الاكتئاب والحزن الذي انتابها لما قالوا عنها “زنديقة” تشجع على الفساد والرذيلة، كان ذلك العام 1998 حين ترافعت إلى جانب سعيد السعدي في حكومة اليوسفي عن مشروع لإدماج المرأة اقتصاديا واجتماعيا، ولما طالَبت بأن يشمل المشروع الأم في وضعية صعبة والطفل، ولما تحدثت عن الأمهات العازبات والخادمات وزنا المحارم وغيرها من القضايا الاجتماعية التي تعتبر “طابو”.

لم تعلم أحدا بمرضها، بلعت عائشة الشنا لسانها وصامت عن الكلام، وانزوت في منزلها رفقة زوجها وأبنائها لمدة إلى أن اتصلت بها زوجة إبراهيم السرفاتي مواسية، ومستشارة الملك آنذاك الراحلة زليخة الناصري مطمئنة: “حنا معاك، واصلي نضالك”.

اتصال من جلالة الملك

في يوليو 2004، كان الجو حارا، رن الهاتف، فإذا بالمتحدث “سيدي محمد السادس”، تقول عائشة الشنا في أحد حواراتها الصحافية. بعد الارتباك لملمت نفسها، وحينها أخرجت جملتها الشهيرة مخاطبة عاهل البلاد “الله يرحم الكرش اللي ولداتك آسيدي”. ضحك الملك وقال لها، تروي مي عائشة، “اليوم فالعشية غادا توصلك شي حاجة”.

100 مليون سنتيم وصلت من القصر لفائدة جمعية “التضامن النسوي” التي ترأسها السيدة الشنا التي يصفها البعض بـ”الأم تيريزا” المغربية، وهي بالنسبة إلى البعض الآخر الفاعلة الجمعوية الأكثر تقديرا في المغرب، بينما يلقبها الكثيرون ببساطة “مي عيشة”.

رمز للنضال

وذاقت الشنا، مرارة اليتم والحرمان، دفاعها عن الأمهات العازبات جعلها مثار انتقادات، ووصل الأمر إلى حد التهديد بهدر دمها، لكن السند الذي تلقته من جلالة الملك محمد السادس، والدعم الذي وصلها من كل صوب وحدب جعلها تكمل الرسالة، ولو بجسد أنهكه السرطان.

وأصبحت رسالتها تحظى بالتقدير في الخارج كما في الداخل، وغدت جمعيتها ملجأ لفتيات في مقتبل العمر تحملن أطفالا غير معترف بهم، بل مشتلا لمشاريع لإدماج هذه الفئة “المنبوذة” من المجتمع حتى تحصل على استقلالية مادية.

أوسمة وجوائز

واعترافا بمجهوداتها، حصدت الشنا، عدة جوائز داخل المغرب، وخارجه.

ولعل أبرز هذه الجوائز، جائزة حقوق الإنسان من الجمهورية الفرنسية، 1995 بباريس، وجائزة وسام الشرف للملك محمد السادس عام 2000، وجائزة إليزابيت نوركال، نادي النساء العالمي بفرانكفورت 2005، وجائزة أوبيس للأعمال الإنسانية الأكثر تميزا والبالغة قيمتها مليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك، وسام جوقة الشرف من درجة فارس، من قبل الجمهورية الفرنسية عام 2013.