• مآسي إنسانية.. المباني الآيلة للسقوط تواصل حصد الأرواح
  • تشابي خلفا لأنشيلوتي.. هل سيراهن الريال على نجمه السابق لقيادة المستقبل؟
  • الطالبي العلمي: العمق الإفريقي المشترك مجال فريد للشراكة المغربية الموريتانية
  • تكاليف المعيشة تُرهق الطلبة.. مطالب برفع قيمة المنحة الجامعية
  • الرباط.. لوديي يستقبل وزير الدفاع بجمهورية كوت ديفوار
عاجل
السبت 25 يناير 2020 على الساعة 21:00

دير الخير تلقاه.. “J’offre Gratuitement” مجموعة خاصة بالعمل التطوعي تعيد للفيس بوك قيمته النبيلة

دير الخير تلقاه.. “J’offre Gratuitement” مجموعة خاصة بالعمل التطوعي تعيد للفيس بوك قيمته النبيلة

سعيد غيدَّى

J’offre Gratuitement هذا هو الاسم الذي اختاره شاب مغربي لمجموعة خاصة على الفايس بوك، أسسها في 8 يناير الحالي، واستطاعت أن تصل إلى أزيد من 141 ألف منخرط يعرضون فيها خدمات إنسانية مجانية.

باقي الخير

نور الدين شادلي، صاحب الفكرة هو شاب من مدينة أكادير، ولد في 16 ماي سنة 1992، قال عن نجاعة هذه المجموعة الخاصة: “فاش درت هاد المجموعة ما كنتش كنتخايل غتوصل لهاد الشي.. باقي شي حد يقولك ما بقاش الخير فالبلاد عرفو كيهضر على راسو”.

متطوعون من جميع الفئات

واستطاعت المجموعة في وقت قياسي أن تكون وجهة شباب وشابات كثر، جمعهم هدف العمل التطوعي النبيل، يتحدون به في المقابل التفاهة التي باتت تغرق فيه منصات التواصل الاجتماعي.

من محام إلى طبيب إلى مهندس إلى صحافي إلى أستاذ إلى مقاول إلى طالب إلى كهربائي إلى صانع حرفي إلى بائع متجول، وبتنوع كل المهن والحرف، أصبحت المجموعة قِبلة لكل من يرغب في تقديم خدمات إنسانية.

خدمات متنوعة

لا يمكن جرد كل الأعمال التطوعية التي عبر عنها أصحابها في المجموعة، ولكن لا بأس بنقل بعضها، والبداية بيونس العباسي، الذي عرض خدمته، وكتب: “بالنسبة لناس ديال سيدي قاسم عندي دراجة نارية، نقدر نتسخر بيها للناس المعوزين، أو أي شخص عندو شي عاهة، وما يقدرش يخرج يتواصل معايا، ونتسخر ليه ألف مرحبا، اللي مهتم يتواصل معايا”.

الأمر مماثل بالنسبة لمهدي الودي، محام متمرن في هيأة الرباط، الذي كتب على جدار المجموعة: “اللي محتاج شي معلومة قانونية مرحبا، وبالنسبة للمقبلين على اجتياز مباراة الملحقين القضائيين يومي السبت والأحد فالمعهد العالي للقضاء، أنا أقطن بمدينة سلا ومستعد نستقبل ابتداء من غدا، جوج مترشحين كيسكنو فمدن بعيدة واللي الوضعية المادية ديالهم ما تسمحش ليهم يحجزو ففندق”.

“مريم أولاد بنموسى، أتطوع لأي سيدة من مدينة شفشاون، أو مركز باب تازة، مسنة أو معاقة خصها دوش أو تنظيف للبيت، أو مكفوفة تحتاج للمساعدة كقضاء حاجاتها أو اصطحابها، أي عمل يمكنني المساعدة فيه”، كانت هذه طبيعة الخدمة التي عرضتها مريم في المجموعة.

متطوعون من أوروبا

لم تقتصر المشاركات في عرض الخدمات التطوعية على الشباب المقيمين في المغرب فقط، بل مئات الخدمات تنشر في كل حين، لمغاربة يقطنون في دول أوروبية أو افريقية، فمن مدينة نيس الفرنسية، أعلن حساب يحمل اسم zaak n’bou أنه يضع بيتا صغيرا في متناول أي شخص يحتاج إلى السكن، قائلا: ” “J’offre l’hébergement gratuit un studio vide meublé au centre ville de nice”.

أما بلحسن حميد فقد تطوع ليقدم تموينا شهريا لأرملة، ودون: “التزم بمساعدة شي سيدة أرملة وعندها يتامى ومحتاجة بتموين شهري من المواد الغذائية الاستهلاكية”.

حلاقة مجانية

ومن الدار البيضاء، يقدم محمد كروان (حلاق)، خدمته المجانية لأي شخص يعجز أو مريض ولا يستطيع الخروج لتحليق شعره، ونشر محمد “يوم الخميس عطلة بغيت منكم اﻹخوان اللي عندو شي شخص مريض أو كبير فالعمر ولا من ذوي الاحتياجات الخاصة ما كيقدروش يخرجوه وبغاو اللي يحلق ليهم ..غير اتصلو بيا، أنا غنجي عندو تال الدار”.

لم نستطع أن ننقل آلاف المبادرات الإنسانية التي نشرها هؤلاء المتطوعون والمتطوعات، والتي شملت كل المجالات والخدمات، ولقيت تفاعلات كبيرة، رغم الحيز الزمني القصير الذي تأسست فيه هذه المجموعة، التي لم تتمم بعد الشهر، لأنها تظهر الوجه الآخر النبيل لعالم الأنترنت، الذي بات يغرق في الرداءة وتفاهة الروتين اليومي.