يبدو أن قناة “دويتشه فيله” الألمانية اختارت التخلي عن المبادئ التي تدرّس في معاهد الصحافة والإعلام وتنص عليها مواثيق الشرف في بعض المؤسسات الإعلامية، والتي تقول بضرورة التزام الموضوعية والنزاهة والحياد والمهنية في التغطيات الصحافية وفي التعامل مع الأخبار.
القناة التي طالما تغنت بالموضوعية والحياد وضعت
“قائمة ممنوعات” لتغطيتها للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، في خطوة من شأنها التلاعب بالحقائق وقلبها، وهي كذلك خطوة تعكس انحيازها السافر وتبنيها المفضوح “للرؤية الإسرائيلية”.
وبداعي المهنية منعت القناة تقديم أعضاء حركة حماس في منتوجها الإعلامي على أنهم نشطاء وإنما هم جماعة إرهابية، تماشيا مع الموقف الألماني الذي يصف الجماعة بوصف الإرهاب.
وانخراطا في مسلسل التزيف والتحريف منعت القناة الحديث عن فلسطين، والاكتفاء بالحديث عن قطاع غزة والضفة الغربية، كما منعت انتقاد إسرائيل كدولة، والاكتفاء بانتقاد سياستها، لأن انتقاد إسرائيل معادة للسامية!، إضافة إلى التزام طواقمها الصحافية باستعراض الأخبار بحياد وتجرد بدون تذييلها بمواقف شخصية.
“قائمة ممنوعات” تكشف أن ما كانت تتغنى به من القناة الألمانية من مصطلحات النزاهة والموضوعية والمهنية والحياد وسواها من أخلاقيات الممارسة الإعلامية، ليس إلا ذرا للرماد في العيون، في الوقت الذي يبدو انحيازها وتدليسها وفبركتها للأحداث والوقائع واضحا وجليا.