عبرت “الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات واولياء التلامذة بالمغرب” عن قلقها وتذمرها من الوضعية الراهنة التي تشهدها المدرسة العمومية المغربية “جراء الإضرابات المتكررة وغير المفهومة التي فاقت 40 يوما، والتي تجعل زمن التعلمات الدراسية في ضياع مستمر مما يعمق أزمة المنظومة التي تعرف أصلا الكثير من الأعطاب”.
وقال الفيدرالية، في بيان له مساء اليوم الأربعاء (9 مارس)، إنه في الوقت الذي ينتظر فيه المجتمع المغربي الانكباب بسرعة على معالجة هذه الاختلالات “نجد من يفضل نهج أسلوب الحسابات الضيقة ولو أدى ذلك إلى التضحية بالزمن المدرسي لفلذات أكبادنا، وانتهاك حقوق المتعلم الذي خرج من زمن كورونا يكابد الصعوبات بمجهودات فردية وأخرى مؤسساتية، لم تمكن مع ذلك من تحقيق مستوى التحصيل الدراسي الذي تطمح إليه الفدرالية التي سعت جاهدة، كشريك ايجابي, يتمتع بثقة جميع الشركاء و واعي بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه ، لضمان الزمن الطبيعي والعادي للمتعلم”.
وذكرت الفيدرالية بأن السنة الحالية عرفت انطلاقة متأخرة في شهر اكتوبر عوض شتنبر، مما قلص من عدد الأسابيع المضمنة في المقرر الوزاري للموسم الدراسي 21-2022 ، “الشيء الذي لن يمكن من إتمام المقرر الدراسي، وهو ما يضرب في العمق المبدأ الدستوري القاضي بجعل التعليم الجيد حقا من حقوق المتعلم ويتعارض مع المادة 26 من القانون الإطار 51.17 التي نصت على ميثاق المتعلم بوصفه الوثيقة التعاقدية التي تفرض على كل الجهات المسؤولة ضمان حقوقه الدراسية، وعلى رأسها الاستفادة من زمن التعلم المقرر كاملا غير منقوص”.
ووصفت الفيدرالية هذه الإشكالية بـ”العميقة” والتي “لاشك أن الوزارة واعية بخطورتها نتقاسم معها حساسيتها”، وطالبت بتـ”الدخل فوري وبشكل مستعجل يستدرك ما يمكن استدراكه حتى نتمكن من انقاذ الموسم الدراسي الحالي، وبالتالي إيقاف المنحى التنازلي لمستوى التحصيل الدراسي الذي بلغ مستويات متدنية تقر بها المؤسسات الوطنية والدولية”.
ودقت “الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات واولياء التلامذة بالمغرب” ناقوس الخطر حول ما آلت اليه الأوضاع، منبهة إلى أن المسار التعليمي “مرتبك”. كما عبرت عن استعدادها للانخراط “في كل المشاريع التربوية التي تستهدف المتعلم بل تمتلك مقاربة ناجعة تستطيع من خلالها أن تكون في الموعد نظير الثقة التي تتمتع بها وكذلك الكفاءات التي تتوفر عليها من ذوي الخبرة والتمكن في المجال التعليمي”.
وقالت الفيدرالية إنها تمد يدها “لكل الغيورين على القطاع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”، داعية كافة الجهات الرسمية عموما ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة خاصة “من أجل التفاعل بشكل إيجابي والحرص على تعويض الزمن المدرسي المهدور”.
كما دعت الأساتذة والأستاذات إلى “التشبث بروح المسؤولية الوطنية والتربوية التعليمية اتجاه أبنائنا وبناتنا بالمدرسة العمومية والبحث عن آليات ترافعية لملفها المطلبي لا تمس بزمن التعلمات”، داعية الجميع إلى “تقديم أقصى حد من التضحيات وجعل مصلحة الوطن والمصلحة الفضلى للتلميذ فوق كل اعتبار”، منبهة إلى “خطورة إقحام التلميذات والتلاميذ في ما يمس استقرار بلادنا”.