في خطوة استفزازية جديدة من شأنها صب مزيد من الزيت على الأزمة التي تعرفها العلاقات المغربية التونسية، منذ استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، لزعيم جبهة “البوليساريو”، أقدم الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي التونسي على استقبال النانا لبّات الرشيد، ممثلة ما يسمى جبهة “البوليساريو”.
استقبال وهجوم على المغرب
وأعلن الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي التونسي، وهو حزب قومي، يرأسه محمد الكحلاوي، دعمه لجبهة “البوليساريو” الانفصالية.
وقال الحزب التونسي، في بيان أصدره عقب اجتماع قيادييه بـممثلة ما يسمى جبهة “البوليساريو”، النانا لبّات الرشيد، إنه يدعم الجبهة وما وصفه بـ”حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره تماهيا مع ثوابت الحزب في إسناد كلّ حركات التحرّر الوطني والعدالة الاجتماعية”.
وأضاف البيان أن مناضلات ومناضلي الحزب “لن يدّخروا أي جهد في مساندة الصحرّاويين حتى تحرير كامل أراضيهم” مندّدا بما أسماه “الهجمات العسكرية والرجعيّة للنظام المغربي المخزني المطبّع مع الكيان الصّهيوني والمحتلّ للأراضي الصحراوية”، في هجوم صريح وواضح على المغرب.
تونس.. حديقة خلفية للجزائر
وتعكس هذه الخطوة وقبلها موقف الرئيس التونسي، حسب مراقبون، التقارب الحاصل بين الجزائر وتونس، بعدما أعادت السلطات التونسية والجزائرية فتح الحدود البرية بينهما منتصف شهر يوليوز الماضي، بعد إغلاقها أكثر من عامين بسبب انتشار وباء كوفيد-19، وبدأ عبور المسافرين من الجهتين بوتيرة عادية.
كما يرى مراقبون أن تونس تحولت من دولة الأدوار إلى حديقة خلفية وملعبا لعسكر الجزائر، بعد خروجها عن الحياد الذي حاولت الحكومات التونسية المتعاقبة، منذ بداية أزمة الصحراء في السبعينيات، الالتزام به.
وكسرت تونس، لأول مرة في تاريخها، تقاليد الدبلوماسية التونسية في “الحياد” تجاه ملف الصحراء المغربية، باستضافة زعيم البوليساريو، قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8″، يومي 27 و28 غشت الماضي.
وهذا ما وصفته وزارة الشؤون الخارجية، في بلاغ، بأنه عمل خطير وغير مبرر يضر بالعلاقات بين تونس والمغرب.
