كان واضحا من المباراتين اللتان لعبهما المنتخب الوطني إلى حدود الآن ضمن منافسات مونديال قطر، أن هم المايسترو زياش لم يكن هو أن يشارك في كأس العالم، بل كان همه أن يفرح المغاربة، ويرد جميل الجمهور الذي دعمه في خلافه مع الناخب الوطني السابق.
وقد فعلها المقاتل زياش، وبصم على أداء كبير أمام الشياطين الحمر، ونجح في صنع عدة فرص، وقدم التمريرة الحاسمة التي جاء بها الهدف الثاني للمنتخب المغربي عن طريق زكرياء أبو خلال خلال الدقائق الأخيرة من عمر المقابلة.
رجل المقابلة
كما أهدى زياش المغاربة هدفا في الجولة الأولى من ضربة حرة مباشرة، قبل أن يتم إلغائه بسبب حالة تسلل وقع فيها اللاعب سليم أملاح، الذي حجب الرؤية على الحارس البلجيكي.
الأداء الجيد الذي أظهره الدولي المغربي حكيم زياش في مقابلة، أمس الأحد، جعل اللجنة التقنية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تختاره أحسن لاعب في المباراة التي جمعت المنتخب الوطني ونظيره البلجيكي.
عليه العين
أداء زياش أعاده من جديد لدائرة اهتمام ميلان الإيطالي، النادي الذي يحاول من فترة ضم زياش إلى صفوفه، في الوقت الذي يعاني فيه اللاعب من فترة ليست جيدة برفقة “البلوز”، بسبب مشاركاته القليلة مع الفريق.
ومباشرة مع مواجهة بلجيكا، تحدثت تقارير صحفية بريطانية عن احتمال أن يتمكن “ميلان” من ضم اللاعب في شهر يناير المقبل، على سبيل الإعارة.
البداية المتعثرة
ولد حكيم زياش في “درونتن” الهولندية، في 13 مارس 1993، لأسرة مغربية، لكن حياته لم تكن هادئة، وعانى من صعوبات كثيرة وتوفي والده وهو في سن صغيرة، ودخل أخواه السجن بتهم تتعلق بالسطو والسرقة.
وانطلق مشوار زياش الكروي في أكاديمية نادي هيرنفين الهولندي، وهو في سن الـ14، وفي فترة المراهقة اتجه نحو التدخين والمخدرات وأعمال العنف، غاب عن تدريبات فريقه، وتخلي هم الذهب للمدرسة.
لقد كان زياش قاب قوسين أو أدنى من خسارة مسيرته الكروية مبكرًا، لكن ظهر في حياته الدولي المغربي السابق، عزيز ذو الفقار، وتدخل لإنقاذ اللاعب وإقناع إدارة الأكاديمية بعودته للتدريبات من جديد، للحفاظ على موهبته.
وبالفعل تدرج اللاعب في فرق الناشئين والشباب بنادي هيرنفين حتى وصل للفريق الأول، قبل الانتقال لنادي تيفنتي في العام 2014، ومنه إلى صفوف نادي أياكس الهولندي، الذي تألق معه بقوة، ما أثار اهتمام نادي تشيلسي الإنجليزي لضمه.
متعلق بوالدته
كثيرا ما ظهر الدولي المغربي، في مناسبات عدة، إلى جانب والدته، فبعد ما فقد اللاعب المغربي والده في سن مبكر عاش ظروفاً صعبة رفقة أسرته، وتولت والدته مهمة إنقاذ الأسرة بعد رحيل الأب.
والدته سخرت حياتها للعمل الشاق من أجل توفير حياة طيبة لحكيم وأشقائه، وهي من سجلته في أكاديمية نادي فيرنفين عام 2007، لتضعه على الطريق الصحيح.
ويحتفظ زياش بجميل والدته التي كافحت لأجله رفقة 9 أيتام حتى جعلته أحد أفضل لاعبي أوروبا والعالم.
وقبل عامين، أجرى الفريق الهولندي حوارا مع زياش في مسرح “توسشينسكي” في أمستردام، لاستحضار أبرز اللحظات التي عاشها مع أياكس وتوديعه قبل الانتقال إلى نادي تشيلسي الإنجليزي في الانتقالات الصيفية القادمة.
وخلال الفيديو ظهرت والدة زياش، وهي تخاطب ابنها مبدية سعادتها بانتقاله إلى لندن، قائلة: “أنا فرحانة ليك حيت غتمشي للندن، لعب مزيان وكون راجل، فخورة بيك وبالتوفيق في لندن”.
ولم يتمالك زياش نفسه لتنهمر دموعه مبديا مدى تعلقه بوالدته، ومؤكد أن الفضل لما بلغه يعود إليها، وهو سعيد بافتخارها به.
مشاكل مع مدربي المنتخب
دخل زياش في خلافات مع الناخب الوطني الأسبق، هيرفي رينارد، الذي استبعده من القائمة المشاركة بكأس الأمم الإفريقية، قبل أن يتدخل رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم لتصفية الخلافات بين اللاعب والمدرب الفرنسي.
واستمرت خلافات زياش مع الناخب الوطني السابق، البوسني وحيد خليليوزيتش، الذي استبعد من معسكرات المنتخب، بحجة عدم الانضباط، وكان أخرها في كأس الأمم الإفريقية عام 2022.
وبعد رحيل خليليوزيتش وتعيين المدرب الحالي، وليد الركراكي، تضمنت قائمة منتخب المنتخب الوطني التي تشارك في مونديال قطر، اسم المايسترو حكيم زياش.