• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 15 أبريل 2013 على الساعة 20:42

تشيييز.. ابتسموا نحن في أزمة

تشيييز.. ابتسموا نحن في أزمة محمد محلا [email protected]

محمد محلا [email protected]
ما عسانا نفعل أمام الأزمة المالية إلا أن نبتسم حتى تبان ضرصة لعقل. فبالابتسامة فقط سنجد حلا لهذه الأزمة اللعينة، وللحكومة عبرة في شعبها. فمتى كان المغاربة يعيشون في رخاء؟ ومتى كنا نعيش في نعيم؟ إلا عندما نشاهد نشرة الأخبار في القناة الأولى، أو عندما نسمع عن جمعية تدعى جمعية الراحة والنوم.

لكن كيف استطاع هذا الشعب أن يحيا ويتعايش مع الأزمة؟ إنها الابتسامة الجميلة التي تشبع وتغني من جوع، تلك الابتسامة التي كنا نراها في وجوه آبائنا حين نطلب منهم أشياء كانوا غير قادرين على أن يقدموها لنا… وهي الابتسامة نفسها التي كنا نراها في الليالي الباردة حين تشتد علينا الأزمات المرضية، ونسمع، بابتسامة خفيفة: “دابا تبرا”، لأن الأزمة المالية تعصف بأسر ليس في استطاعتها التوجه عند الطبيب، أو حتى أن تتوفر على بعض المال للجوء إلى مستشفى الدولة، التي كانت في رخاء مقارنة باليوم.

الابتسامة التي تراها في وجه الأب حين يعاني من المرض ويبتسم في وجه أبنائه لكي لا يكتشفوا أنه مريض، لأن ضيق ذات اليد يمنعه من العلاج.

وهي الابتسامة نفسها التي كنا نراها في وجوه أسرنا حين اشتدت علينا أزمة البطالة، فتأتي لك الوالدة بكأس القهوة وتجلس بجانبك وتبتسم وتبشرك أنها رأت في منام أنك اشتغلت واشتريت سيارة واصطحبتها معك في رحلة.

الابتسامة التي يتبادلها العاطلون أو المعطلون، ولكل تسميته، وهم يقتسمون قطعة خبز، بحثا عن عمل، فيجدوا ابتسامة في المقابل بعد وضعهم لطلب عمل تخبره بأنهم سيتصلون بهم لتوظيفهم.

وهي الابتسامة أيضا التي نراها في وجه شرطي المرور حين يستوقف أحدهم، فيمنحه الورقة الخضراء وسط رخصة السياقة، أو على وجه موظف في إدارة ما حين يمنحه مواطن “زرقلافريال” من أجل مصلحة ما كانت لتقضى لولا تلك الورقة الزرقاء المثيرة لكل الحواس.

إنها الابتسامة التي تطل علينا بها التلفزات الوطنية لتبشرنا بأن “الصابا زينة” فنكتشف أن الموسم الفلاحي دون المستوى، أو ينجزوا لنا روبورتاجا عن فوائد طائر البقر، أو يخبرونا بانتخابات نزيهة فتخرج لنا تركيبات غير متجانسة، ويبثون لنا سهرات فيها الشطيح والرديح يوم حزن المغاربة جراء حوادث سير مروعة…

الابتسامة التي كنا دائما نراها في وجه عباس الفاسي ومزوار والوزيرة الضاحكة ياسمينة بادو، ثم بنكيران والأزمي، وما إلى ذلك من الضاحكين والضاحكات (مقاربة النوع الضاحك من أجل المناصفة وتنزيل الدستور)، حينما يخبرونا أن المغرب بخير وعلى خير، فيحكوا لنا نكتة وحجايات، ويروون لنا عن أخبار البترول والنووي… فنضحك على خيبتهم وعلى عبطنا.

نحن في أزمة ابتسموا فلا حل سوى الابتسامة، تعايشنا معها منذ سنين وسترافقنا طيلة السنوات المقبلة.

تشيييييز.