• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 09 سبتمبر 2013 على الساعة 10:49

بوسنطيحة الحقيقي

بوسنطيحة الحقيقي لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]

لصديقي وزميلي رضوان الرمضاني زاوية جميلة، وشخصية اجمل في الكتابة اسماها منذ القديم بوسنطيحة، يروم بها رضوان منذ الصحافة المكتوبة، وحتى اشتغاله اليوم في الصحافة الإلكترونية وبالتحديد في موقع “كيفاش” أن يعري نوعا من التفكير في المشهد العام المغربي يتميز بعدم اهتمامه بالآخرين، وقدرته على قول ما يفكر فيه دون أدنى اهتمام بما قد يعتقده الناس.

ولقد اعتقدنا لسنوات أن بوسنطيحة هو هاته الشخصية التي اخترعها زميلنا وحفظها، لكننا اكتشفنا الأحد الفارط أن بوسنطيحة الحقيقي هو رشيد الطاوسي ولا أحد غيره في هذا البلد.

ذلك أنه ومباشرة بعد انتهاء مباراة الكوت ديفوار المغرب قال الطاوسي للصحافة “لا أرى سببا لاستقالتي وأنا مستعد للاستمرار في منصبي حتى 2015 “.

من يعرفون رشيد جيدا يعرفون أنه مستعد ليس فقط للبقاء على راس الفريق الوطني رغم كل الإخفاقات، لكنه مستعد لتولي منصب مدرب الشبان، بل مدرب الفتيان، بل مدرب المينيم، بل مدرب حراس المرمى، بل هو مستعد لتولي منصب “مدرب حتى حاجة” شريطة أن يظل تابعا للجامعة وأن يحافظ على الامتيازات التي تجرها هاته التبعية معها.

ولقد منحتنا الصدفة الرائعة يوم الأحد نفسه إمكانية المقارنة بين موقف نبيل معلول مدرب المنتخب التونسي وبين موقف رشيد الطاوسي مدرب المنتخب المغربي، وقد اقصي المنتخبان، مع فارق هام هو أن تونس كانت متصدرة لمجموعتها ودخلت المباراة الأخيرة وهي الاكثر قربا للتاهل، في حين أقصي منتخب الطاوسي منذ اللحظات الأولى للإقصائيات وهو أمر كان ينبغي أن يجعل رشيد يفكر قبل أن يدلي بتصريحه ذلك مئات المرات.

معلول قال مباشرة بعد انتهاء مباراة الرأس الأخضر وتونس، والتي انتهت بهزيمة التونسيين في عقر ديارهم بهدفين نظيفين: “أنا اتحمل المسؤولية وأعلن استقالتي”. رجل بموقف مثل هذا يجبرك على احترامه، ويجبرك على تذكر المثل الذي يردده رؤوف خليف المذيع الرياضي الشهير في كل المباريات “الشيء من مؤتاه لا يستغرب”. معلول هو تاريخ من الكرة يعرفه البعيد قبل القريب، ونحفظ إسمه نحن المغاربة ربما اكثر من التونسيين، ونتذكر له مبارياته ضد المنتخب الوطني (أيام كان لدينا منتخب وطني حقيقي)، أو ضد الفرق المحلية (أيام كانت لدينا رجاء ديال بالصح ووداد ديال بالصح، والجيش ديال بالصح).

 

نبيل معلول هو أيضا مشوار تدريبي يستحق كل الاحترام، ومسار كروي متميز، وفرق عديدة استفادت من خبرته لاعبا ومدربا، وحين يأتي مباشرة بعد مباراة حاسمة مثل مباراة تونس والراس الأخضر لكي يعلن موقفا شجاعا مثل موقف الاستقالة فلأنه “ولد الكرة” حقا ويعرف أن خيبة أمل كبرى مثل التي مني بها التونسيون يوم الأحد الفارط لا يصلح حالها إلا موقف من هذه الدرجة، وتصرف من هذا القبيل.

الآن نعود إلى خرفاننا مثلما يقول المثل الفرنسي، ونعود إلى مصيبتنا في كرتنا، ونعود إلى “خونا فالله” رشيد الطاوسي. هل نحمل الرجل مسؤولية إخفاقات الكرة المحلية؟

إذا فعلنا ذلك سنكون جاهلين بالكرة وبعوالمها، متحدثين فيما لا نفقه فيه، وظالمين له و باحثين عن مبررات للمسؤولين الحقيقيين عن كارثة الكرة في المغرب.

الشيء الوحيد الذي يلام عليه رشيد هو انه لم يستطع ساعة الحسم أن يقول “هاد المنصب أكبر مني بزاف”. واليوم ومع استحضار كل المسار الذي حمل الرجل إلى المنتخب الوطني، واستحضار كل الحيثيات التي تحكمت في هذا “الاختيار الإجباري”، وكيف لعبت الصحافة الرياضية مرة اخرى دورا سيئا في الاختيار، وكيف لعب رباعي أكرم والنيبت ودومو والعالم لعبتهم الشهيرة إلى ان استبعدوا الزاكي وفرضوا مدربا اعتقدوا انه من الممكن التحكم فيه، وكيف استطاع اللوبي المحترف أن يفرض ختاما كلمته وأن يصبح المتحكم كالعادة في كل شيء، مع استحضار كل هذا، إلا أنه من اللازم قولها لرشيد بكل صراحة “كان عليك رغم الطموح غير المتناسب مع إمكانياتك ان ترفض وأن تقول “لا” والزاكي احق بها إذا كانت المفاضلة بيني وبينه فقط، أما إذا قررتم جلب مدرب فعلي للاعبين فعليين فلا أنا ولا بادو نصلح له، وإبحثوا لكم عن مدرب حقيقي لكن إبحثوا لكم قبلا عن مسؤولين حقيقييين في مجال الكرة يعرفونها فعلا ولا يكتفون بالسماع عنها من بعيد”.

رشيد لم يمتلك شجاعة قول مثل هذا لحظة اختياره، مع انه يعرف حدوده جيدا، لذلك لا تنتظروا منه ان يمتلك شجاعة الإقدام على الاستقالة، أو شجاعة الاعتراف بالخطأ والصياح بالمسؤولية.

الشجاعة هي كل متكامل. إما أن تمتلكه بالفعل أو أن يغيب عنك تماما. وللأسف الشديد، بوسنطيحة الحقيقي لا يمتلك إلا سنطيحته والدعاء. أما التدريب فامر جد بعيد عنه. لذلك لا استغراب استمر سيدي في قيادة منتخبنا نحو المزيد من الهزائم، فلقد ألفناها وأصبحنا عليها مدمنين.