• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 21 فبراير 2021 على الساعة 11:43

بوح الأحد.. انتصار المغرب وانكسارات دول عربية ومغاربية بعد 10 سنوات من الربيع العربي

بوح الأحد.. انتصار المغرب وانكسارات دول عربية ومغاربية بعد 10 سنوات من الربيع العربي

في بوحه لهذا الأحد، قام أبو وائل الريفي بقراءة تقييمية هادئة لحقيقة الربيع العربي بعد 10 سنوات على اندلاعه في بعض الدول، ليبين هل هو فعلا انتصار لإرادة الشعوب العربية أم عملية خلط أوراق لإضعاف المنطقة العربية.

افتتح كاتب بوح الأحد تحليله بهذه الإحصائيات الصادمة حول “الفوضى الخلاقة” التي بني على أساسها “الربيع العربي”: فقد كلف هذا الربيع سوريا 500 ألف قتيل و اليمن 235 ألف قتيل و ليبيا 35 ألف قتيل دون إحصاء الجرحى و المفقودين و المهجرين.

لقد انهارت البنيات التحتية في كل البلدان و البنك الدولي قدر تكلفة الحروب و الدمار بأكثر من 900 مليار دولار، وتحولت الفوضى الخلاقة التي لم تقف في حدود صعود الإسلام السياسي إلى الحكم بل تعدتها إلى سيطرة سلطة التوحش التي رعتها داعش أساسا في العراق و سوريا على ضوء توصيات العقيد سيف العدل المصري منظر القاعدة الذي نشر خلاصات توجهه في كتابه “إدارة التوحش” الذي صدم تنزيل تفاصيله على أرض الواقع العالم بعد عملية إحراق الطيار الأردني معاذ لكساسبة و قطع رؤوس الموالين للغرب الذين أسرتهم كتائب داعش. وانهيارت الدولة/الوطنية في بعض المناطق من العالم العربي وصعود الطائفية و العشائرية و القبلية كتعبير سياسي أرجع العالم العربي عشرات السنين إلى الوراء.

وبالنظر لهذه الوقائع، يطرح أبو وائل الريفي هذا السؤال الكبير: الآن و بعد عشر سنوات أي التجارب المغاربية كانت الأكثر نجاحا و وفرت الإستقرار و النمو لشعبها؟

وجوابه: إنها التجربة المغربية بشهادة الجميع، لقد حقق المغرب في العشر سنوات الأخيرة نجاحات على المستوى الإقتصادي و الاجتماعي و الدبلوماسي جعلته قوة إقليمية مسموعة.

وهذه دلائله:

ما تعيشه تونس من تنافر بين رئاسة الجمهورية و الحكومة و البرلمان في ظل أزمة إقتصادية و إجتماعية يفقد تونس الإستقرار المؤسساتي المطلوب لضمان تعافي الإقتصاد التونسي، أما الجزائر الدولة البترولية فتدبير أزمة كوفيد وحده كان كافيا للحكم على مدى فعالية ٱختيارات السلطة، فمن كان يتصور أن الجزائر الدولة المصدرة للغاز و البترول تنتظر أن تتصدق عليها الصين ب 200 ألف جرعة من لقاح سينوفارم و أن تدرجها منظمة الصحة العالمية في برنامج « COVAX » المخصص للدول الفقيرة لكي تتصدق عليها ب 700 ألف أو 800 ألف جرعة من اللقاح، دولة تعيش حالة إرتباك منذ أربع سنوات وصلت فيها صيغة ممارسة الحكم إلى الطريق المسدود.

منذ وفاة بومدين أقيل الشادلي بن جديد و ٱغتيل محمد بوضياف و أقيل عبد العزيز بوتفليقة و اليوم تعيش مرحلة عبد المجيد تبون الناطق بإسم العسكر برتبة رئيس جمهورية، فكل الذين تعاقبوا على حكم الجزائر ٱختارتهم المؤسسة العسكرية و لم يخترهم الشعب الجزائري، و الآن تعيش الجزائر مرحلة آخر رئيس يختاره العسكر، إستبق الآتي بخطاب حل البرلمان و تغيير الحكومة للتغطية على عودة الحرس القديم لتدبير الدولة العميقة.

عيب دولة من حجم الجزائر يتبجح رئيسها بأنه رفع الحد الأدنى للأجور ليصل إلى 150 أورو في الوقت الذي تباع فيه المواد الغدائية و الضروريات بأسعار تقارب أسعار أوروبا.

المغرب اليوم رائد مغاربيا على جميع المستويات، ففي الوقت الذي زار المغرب 23 مليون زائر أوروبي في الخمس سنوات الأخيرة لم يكن حظ الجزائر إلا 1،6 مليون زائر لم تصل حتى نصيب تونس التي زارها 10 ملايين زائر، ففي جودة النقل الجوي المغرب مرتب 38 عالميا في الوقت الذي تحتل الجزائر الرتبة 102 عالميا، أما في البنية التحتية السياحية المغرب يحتل الرتبة 39 عالميا و تونس 69 عالميا أما الجزائر فهي في المرتبة 137 عالميا.

من بين 500 شركة الأكثر قوة إفريقيا، المغرب هو الأقوى مغاربيا بتوفره على 61 شركة في الوقت الذي لا تتوفر الجزائر إلا على 17 شركة، و عندما نبحث في بنية صادرات الدول المغاربية نجد أن 93% من صادرات الجزائر هي البترول و الغاز، أما المغرب فتشكل صناعة السيارات 27% من صادراته و الصناعات الغدائية 21% أما الفوسفاط فلا يشكل إلا 17%.

ويؤكد كاتب بوح الأحد أن لغة الأرقام تؤكد للجميع أن المغرب يواصل تقدمه في الطريق الصحيح خصوصا في الاقتصاد الرقمي و لا مجال لمقارنته مع باقي الدول المغاربية.

ويتأسف المحلل كون “بعض الأصوات التي جربت في 2011 النصب و الإحتيال السياسي لتتحدث بإسم الشعب تتعمد عدم رؤية الجانب المملوء من الكأس، أمنيتهم كانت أن يتشكل مجلس إنتقالي في المغرب في 2011 حتى تسود عناصرها ضد إرادة الشعب.”

ويضيف أبو وائل أنه يتذكر اليوم أحد ديناصورات اليسار الجدري الذي كان يدافع عن ضرورة المقامرة بمستقبل المغرب حتى و لو أدى الأمر إلى حرب أهلية لأنه حسب هذا الديناصور حتى و لو استمرت الحرب الأهلية 25 عاما فإنها في الأخير ستعطي نظاما خالصا لهم. ويتساءل: فهل النهج الديمقراطي و العدل و الإحسان و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إطارات ديمقراطية أصلا حتى ننتظر أن تصنع غد المغاربة، أبدا.

وجوابه : كل الإطارات الجماهيرية التي وصلت إلى أجهزتها التقريرية التيارات الشمولية تحولت إلى إطارات موصدة بالكامل في وجه التدبير و التداول الديمقراطي و الآن تدعي أنها تدافع عن الديمقراطية.

ويدعو الكاتب للتأمل في الوجوه التي ملأت الدنيا صراخا أيام فبراير 2011، و يضيف على أنه بإستثناء قلة من الشباب فرضت نفسها في بعض إطاراتها الباقي نفس الوجوه، لا تريد أن تتقاعد أو تسمح بتداول الأجيال، نفس الوجوه الشاحبة تجتر خيبات الماضي و لازالت تحلم بتسميم غد المغاربة.

ويرد أبو وائل على هؤلاء بتذكير كل من يريد أن يصنع غد المغاربة بأنه “لا سبيل له إلا مشروعية صناديق الاقتراع لأنها المعبر الوحيد عن إرادة الشعب، و خارج مشروعية صناديق الإقتراع فلا أحد يملك مشروعية الحديث بإسم الشعب، فالأصوات المرتفعة لا تعني البثة أنها الأصوات المسموعة أو الأصوات التي تملك المشروعية، فالمغاربة سواء و لا أحد فينا يساوي أكثر من صوت واحد، في السنوات الأخيرة توهم البعض أن ميزان القوة قد ٱختل لصالحهم و منهم من تصور أن هذا الوهم يعطيه الحق في التطاول على الملكية ضدا في الدستور الذي ٱختاره المغاربة، لكن توالي الأحداث من شأنه أن يعلمهم أن هذه البلاد يحكمها قانون أقرته المؤسسات التشريعية التي ارتضاها المغاربة و أن الرهان على الخارج لا يعطي لأي كان حصانة زائدة تتجاوز ما هو مكفول لباقي المغاربة.”