• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
السبت 05 أكتوبر 2019 على الساعة 12:00

بميزانية 80 مليون سنتيم وشاحنات لجمعها.. المجلس البلدي لأكادير يكشف وصفته لمواجهة الكلاب الضالة

بميزانية 80 مليون سنتيم وشاحنات لجمعها.. المجلس البلدي لأكادير يكشف وصفته لمواجهة الكلاب الضالة

أصبح مشكل الكلاب الضالة هما يأرق بال الكثيرين من سكان مدينة أكادير، الذين تقاطرت شكاياتهم بهذا الخصوص على المجلس البلدي، بشكل شبه يومي.

وفي هذا الحوار الخاص مع موقع “كيفاش”، تكشف الطبيبة أمل البقالي، نائبة رئيس المجلس الجماعي لأكادير، والمستشارة في جهة سوس ماسة في لجنة البيئة، الأسباب الحقيقية وراء انتشار الكلاب الضالة في عاصمة سوس، والوصفة التي اختارها المجلس البلدي لإنهاء هذا المشكل.

ما سبب وجود الكلاب الضالة بهذا العدد الكبير في أكادير؟

هناك أسباب كثيرة وراء وجود الكلاب الضالة بهذا العدد الكبير في أكادير، أو بالأحرى في المغرب بشكل عام، من بينها النفايات المرمية في الشوارع، لأن الكلاب بطبيعتها تبحث عن الأكل وتقطع مسافات طويلة بحثا عنه، ولهذا فإن هناك قاعدة تقول “0 نفايات تعني 0 كلب”، لكن في ظل الظروف الراهنة ورمي الأزبال في الشوارع، تبقى هذه النقطة صعبة المنال.

ومن جهة أخرى، فإن الطريقة التي كانت متبعة من قبل، لم تكن الوسيلة الأكثر نجاعة للقضاء على الكلاب، فالمسؤولون في المغرب سابقا كانوا يستمعلون سما للقضاء على الكلاب، لكن المادة صارت محظورة دوليا، إضافة إلى أن المادة المسموح بها حاليا، تنقطع بشكل كبير من الأسواق.

 

أضف إلى ذلك أن بعض السكان في عدد من الأحياء يحمون هذه الكلاب الضالة ويعتبرونها ملكا عموميا، وأن القضاء عليها أو إبعادها من الأحياء هو اعتداء على أملاكهم.

من خلال ما جاء على لسانك، فإن غياب المادة المستعملة سابقا منع المجلس البلدي من إنهاء هذه الآفة؟

لا، لم نقف أبدا مكتوفي الأيدي أمام الكلاب الضالة، بل حاولنا للحد من انتشارها، وتعاقد المجلس البلدي مع منظمة سويسرية شرعت قبل سنتين في جمع الكلاب في مجمع في نواحي أكادير، وقام أعضاء المصلحة التي أشرف عليها بجمع عدد كبير من الكلاب في المجمع المذكور،ثم القيام بعلاجها وتعقيمها بالتنسيق مع أطباء بياطرة مختصين.

 

وساهمت هذه الخطوة في الحد نسبيا من تكاثر الكلاب الضالة، لكن بالنسبة إلى سكان المدينة والجماعات المجاورة لم تكن النتيجة واضحة، لأن بعضهم كان ينتظر منا أن ننهي الأمر بشكل نهائي، بينما كان هدفنا أن نحد من انتشار الكلاب المسعورة، والتي تشكل تهديدا حقيقيا على صحة وسلامة المواطنين والنقص من عدد الولادات.

 

كما وجب التأكيد على أن المجلس البلدي رفع الميزانية المخصصة لهذا الغرض إلى 80 مليون سنتيم لشراء التلقيح ضد داء السعر الذي يعطى بالمجان للساكنة، لا فقط ساكنة أكادير بل كل من تعرض للعض من الجماعات المجاورة، كما تم شراء شاحنتين لجمع الكلاب الضالة وتخصيص 12 شخصا للعمل في هذا الأمر.

80 مليون سنتيم لاقتناء شاحنتين جديدتين و12 شخصا لكن الشكايات في أكادير لا زالت تتقاطر… ما السبب؟

نعم صحيح، المواطن له الحق في أن ينتقد ويطلب ما يريده ويراه في مصلحته، ونحن دورنا الاستجابة لطلباته والاستماع إليه، لكن يجب أن نشير إلا أن عدد الكلاب التي يتم القضاء عليها سنويا في المغرب هو 160 ألف كلبا، لكن مع ذلك فإن أزيد من 70 ألف حالة عض أو خدش يتعرض لها المغاربة سنويا، ولهذا فإن المشكل الأساسي كان في أن الطرق المتبعة لم تكن بالنجاعة الكافية.

 

فعلى سبيل المثال، استطعنا في أكادير في الأشهر الأربعة الماضية جمع 554 كلب، ورغم هذه المجهودات المبذولة، سنجد من يشتكي من وجود الكلاب، مع العلم أن عناصر المصلحة يقومون بعمل جبار بشكل يومي.

يتضح من خلال حديثك أن المشكل سيبقى مستمرا إلى الأبد؟

لن يستمر إلى الأبد، فعدد من الدول المتقدمة كانت تعاني من نفس المشكل لكنها استطاعت الحد منه، وذلك باستعمال خطة تسمى “تي إن إر” وهي ما جاء به الاتفاقية الأخيرة بين وزارة الداخلية والمكتب الوطني للسلامة الصحية ووزارة الصحة والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، والتي تنص على التوعية والتحسيس ثم جمع الكلاب الضالة والقطط وتعقيمها حتى لا تتكاثر، إضافة إلى علاجها من الأمراض، ثم إعادتها إلى مكانها، نحن ننتظر الشروع في هذا المخطط الذي سيكون حلا نهائيا، وستكون نتائجه فعالة على الأمد الطويل.

إعادة الكلاب إلى أماكنها يعني أنها ستبقى بنفس العدد الكبير؟

بطبيعة الحال، ولكنها لن تتكاثر، وهنا مربط الفرس، يجب أن نشير إلى أن الكلبة تلد من ستة إلى ثمانية جراء، وقد تلد مرتين في السنة، لكن تعقيم الإناث وإخصاء الذكور سيمنع تكاثرها، مع العلم أن ستكون معالجة من الأمراض أي لن تشكل خطرا على المواطنين.

 

أما نقطة إعادتها إلى مكانها فهذا حل علمي محض، فالكلاب تحمي منطقتها وتمنع الكلاب الأخرى من القدوم، في حالة أبعدنا الكلاب عن أماكنها فستأتي كلاب أخرى من جماعات مجاورة، فلهذا يجب تعميم وتقاسم التجربة حتى تقوم الجماعات بنفس الخطوات، وبذلك سنحد من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة وتكاثرها.