بعدما فشلت جولة وزير خارجية “الكابرانات”، رمطان لعمامرة في دعوة القادة العرب، إلى القمة العربية التي تحاول الجزائر من خلالها إقحام قضية الصحراء المغربية في توجهات يعلم الجميع مقاصدها، تابع العالم تَمَسُح الرئيس الجزائري، بالنظام المصري، في محاولة فاشلة أخرى لإنقاذ ماء وجهه بعد أن أعلنت جامعة الدول العربية تأجيل القمة المزمع عقدها في الجزائر.
وصدق من قال إن “المصائب لا تأتي فرادى”، إذ يستمر الحظ والتفكير العاثر في تعقب مناورات النظام الجزائري، حيث عاد الرئيس الجزائري، خائب الآمال، ولم يحصل على أي اتفاق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد زيارة للقاهرة دامت يومين، ووصفت بأنها زيارة “عمل و أخوة لجمهورية مصر العربية”.
الموقف المصري.. واضح
وأكد عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، خلال لقائه بنظيره الجزائري، على “ضرورة توسيع التشاور” بخصوص القمة العربية المقررة في الجزائر، ما يعني أن رئاسة الجمهورية المصرية لا تدعم عقد اتفاق مباشر مع الجزائر أو رؤيتها بخصوص تنظيم القمة العربية.
هذا ويرجع السبب في تأجيل القمة العربية، إلى الرفض التام من جانب الدول العربية الأعضاء، رغم زيارات وزير الخارجية الجزائري العائد من الماضي، لسعي الجزائر إلى إدراج كل من الملف السوري وملف الصحراء المغربية ضمن أشغال القمة، وإقحام الدول العربية في توجه حاضنة الكيان الوهمي.
وقال حسام زكي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، ضمن تصريح صحافي في ختام زيارته للجزائر، إن القمة العربية الـ 31 المرتقبة بالجزائر “لن تُعقد قبل شهر رمضان الذي سيحل على الأمة الإسلامية مطلع أبريل المقبل”؛ ما يعني عقدها نهاية ماي أو يونيو المقبلين.
وكان تبون، قد أعلن، في وقت سابق، أن القمة العربية ستعقد في الجزائر في مارس المقبل؛ إلا أن غياب الوضوح لدى “نظام الكابرانات” حال دون ذلك.
الديبلوماسية المغربية احترافية
قال الصحفي الجزائري سعد بوعقبة، إن “الدبلوماسية المغربية معروفة بالاحترافية والتنظيم المهني، ولا مجال للصدفة لديها”، مشيرا إلى أن “التصريح الصحفي الذي أدلى به السفير المصري في المغرب عشية زيارة الرئيس عبد المجيد تبون للقاهرة، هو بمثابة رسالة واضحة من المصريين والمغاربة بأن ملف الصحراء غير مطروح خلال لقاء تبون مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي”.
وأوضح بوعقبة، خلال حلوله ضيفا على برنامج “في العمق”، على قناة المغاربية، أن “الكلمة التي تم إلقاؤها خلال ختام اللقاء الذي جمع بين السيسي وتبون توحي بعدم بوجود اتفاق بين الطرفين في العديد من القضايا”، مضيفا أن “النظام الحاكم في الجزائر تلقى صفعة جديدة في مصر بعد عدم التطرق لقضية الصحراء الغربية خلال اللقاء المشار إليه”.
هذا ودعا المتحدث ذاته “الجزائر إلى إلغاء القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر حفاظا على ماء وجهها”، مشددا على أنه من “الصعب على مصر أن تتخذ موقفا داعما للجزائر”.
