عقب مصرع عاملات زراعية في حادثة سير بجماعة سبت الكردان التابعة لإقليم تارودانت، عبرت مجموعة “شابات من أجل الديمقراطية” عن استنكارها للأوضاع “المهينة والخطيرة” لهؤلاء العاملات وظروف نقلهن “اللإنسانية”.
وقالت المجموعة، في بلاغ لها، إنها تتابع “بقلق وغضب شديدين استمرار الحوادث المأساوية التي تودي بحياة العاملات الزراعيات، نتيجة لظروف النقل اللإنسانية واللاقانونية التي تُفرض عليهن في ظل غياب تام لأي حماية من طرف الدولة وأرباب العمل”.
واعتبرت المجموعة أن ما تعيشه العاملات الزراعيات “من انتهاكات مستمرة، وخاصة في ما يتعلق بالنقل، يُشكّل جريمة متواصلة في حق كرامتهن وحقهن في الحياة”، مجدة التأكيد على أن هذه الفئة النسائية، التي تُشكّل إحدى ركائز القطاع الفلاحي، “تُواجه كل يوم مخاطر حقيقية بسبب وسائل نقل مهينة، مكتظة، وغير مهيأة، لا تحترم الحد الأدنى من شروط السلامة والأمن”.
وعبرت المجموعة عن إدانتها بشدة هذا الوضع “الخطير والمستمر”، مطالبة الدولة المغربية بتحمل مسؤوليتها كاملة عبر تفعيل الرقابة الصارمة على وسائل نقل العاملات الزراعيات وتطبيق القانون ضد المخالفين، وضمان شروط عمل ونقل لائقة وآمنة تحترم كرامة النساء العاملات وحقوقهن.
كما طالبت بفتح تحقيقات جادة في الحوادث المتكررة وتحديد المسؤوليات، وإنصاف الضحايا وذويهن، وشددت على ضرورة سن سياسات عمومية منصفة تُراعي البعد الجندري في القطاع الفلاحي وتحمي العاملات من الاستغلال والعنف الاقتصادي.
وذكرت مجموعة “شابات من أجل الديمقراطية” بأنها سبق لها أن اشتغلت على ملف العاملات الزراعيات بجهة سوس ماسة، حيث أصدرت مذكرة مطلبية حول واقعهن وظروف عملهن، ونظمت حملة رقمية تحت شعار “باركا – يودا”، تضمنت شهادات مؤثرة لعاملات زراعيات، عكست معاناتهن اليومية وأحلامهن بالكرامة والعدالة.
واعتبرت مجموعة “شابات من أجل الديمقراطية” أن “صمت الدولة وتواطؤ بعض الجهات المعنية، هو تزكية لاستمرار نزيف الأرواح في الحقول، وتكريس للهشاشة والعنف ضد النساء في أبشع صوره. ونجدد التزامنا بالاستمرار في الترافع من أجل عدالة اجتماعية وكرامة حقيقية للعاملات الزراعيات في المغرب”.
يشار إلى أن حادثة سير بجماعة سبت الكردان التابعة لإقليم تارودانت، أودت بحياة ست عاملات زراعيات وإصابة أخريات، إثر انفجار إحدى عجلات سيارة من نوع “بيكوب” كانت تقل على متنها 14 امرأة يشتغلن في المجال الفلاحي.