كتم مطرح النفايات مديونة أنفاس البيضاويين لسنوات عديدة. دخان وروائح كريهة، ما هي إلا تفاصيل النقطة البيئية السوداء التي أضحت في خبر كان، بعد إغلاقه وتعويضه بمطرح مؤقت، في أفق افتتاح المطرح الجديد.
مطرح مديونة الجديد
في تصريح لموقع “كيفاش”، كشف مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المفوض له قطاع النظافة، عن تطورات مشروع المطرح الجديد للمدينة، مبرزا أنه “وصل مراحل متقدمة بعد أن حظي بمصادقة وزارة الداخلية والمديرية العامة للجماعات المحلية”.
وأوضح أفيلال، أنه “تمت مناقشة نقطة اقتناء الأرض الخاصة بالمطرح الجديد في جدول أعمال الدورة ما قبل الأخيرة لمجلس المدينة”، مردفا بالقول: “بعد تمرير نقطة المشروع في دورة المجلس دزنا للمرحلة الثانية ديال اقتناء الأرض ديال الجماعات السلالية في المجاطية ورا المطرح الحالي”.
ولفت نائب العمدة المفوض له قطاع النظافة، أن “المطرح الجديد سيمتد على مساحة 264 هكتار، وسيكون مجهزا بمصنع للفرز وإعادة تدوير النفايات”.
وتابع أفيلال، في السياق ذاته: “المجلس يبحث سبل توفير الموارد المالية الكافية، لبناء مصنع للنفايات بمواصفات عالمية تحترم المعايير البيئية والصحية، ويتوفر على آليات لتثمين وتدوير النفايات المنزلية والمشابهة، لاستغلالها كثروة للدار البيضاء”.
نهاية الكابوس
في تعليقه على الموضوع، قال المهدي ليمينة، منسق الائتلاف الجمعوي من أجل البيئة، إن “جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة تفاعلت بشكل إيجابي مع خبر إغلاق مطرح مديونة الذي تسبب في مجموعة من الآفات البيئية وكان بمثابة قنبلة بيئية موقوتة، أتعبت الساكنة المحيطة به”.
وعبر الجمعوي ليمينة، ، في تصريح لموقع “كيفاش”، عن “ارتياح النسيج الجمعوي المهتم بالقضايا البيئية والحقوقية لقرار إغلاق المطرح، بعد أن عجز المجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء عن إيجاد حلول جذرية تنهي مشكل مطرح النفايات السابق”.
وأبرز الفاعل الجمعوي، أن “المطرح العمومي لمعالجة النفايات مديونة، كان قد استنفذ عمره الافتراضي منذ سنة، مشكلا نقطة سوداء لدى المجالس المنتخبة التي تعاقبت على تسيير مدينة الدار البيضاء”.
مرحلة جديدة
لفت المهدي ليمينة، ضمن التصريح ذاته، إلى أن “مدينة الدار البيضاء دخلت مرحلة جديدة من التدبير المفوض في ما يتعلق بالنظافة”، معبرا عن متميانته في أن “يكرس المجلس الحالي بقيادة نبيلة الرميلي، ثقافة التوعية والتحسيس لدى المواطنات والمواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة”.
هذا وشدد منسق الائتلاف على أنه “في هذه المرحلة من المفروض أن يحرز المجلس تقدما على مستوى فرز النفايات وإعادة تدويرها كحل إيكولوجي فعال ضد تراكم الأزبال كما كان الحال في مطرح مديونة المغلق”.
“مليار” النظافة
وكانت نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء، قد أبرزت خلال حلولها ضيفة على برنامج “مع الرمضاني”، على القناة الثانية، في وقت سابق، أن مليار درهم من ميزانية العاصمة الاقتصادية، تصرف على النظافة، معتبرة أن هذا الرقم هو بالفعل ضخم لكنه حقيقي نظرا لتعداد ساكنة المدينة وديناميتها الاقتصادية.
وأكدت العمدة أن ثلث ميزانية المدينة يذهب لتدبير النظافة، ما يشكل تحديا ماليا حقيقيا أمام مجلس الجماعة.
