كسرت الحكمة بشرى كربوبي، الصور النمطية عن المرأة، وبحنكتها وإتقانها لمهمتها، أغلقت أفواه منتقدين لطالما قالوا إن « بلاصة المرا هي كوزينتها ».
وبجرأة كبيرة أدارت كروبي أمس السبت (14 ماي)، نهائي كأس العرش الذي جمع بين فريقي المغرب التطواني ضد الجيش الملكي وانتهى بتتويج الفريق العسكري بعد فوزه بثلاثة أهداف مقابل لاشيء.
وإلى جانب دخولها التاريخ بكونها أول امرأة تقوم بإدارة نهائي كأس العرش، اعتبر معلقون على أداء الأخيرة أنها رمز للقوة ومثال للمرأة المغربية القادرة على النجاح في شتى الميادين.
وجاء في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي على أداء كربوبي خلال المقابلة: « قادت المقابلة باقتدار وبمستوى جيد بشهادة أهل الاختصاص وبذلك تكون الحكمة بشرى كربوبي أول حكمة مغربية تقود مقابلة نهاية كأس العرش وتسجل حضورها ضمن الكبار وتكتب اسمها بمداد من ذهب في الذاكرة والأرشيف الرياضي الوطني ».
وعلق أحدهم: « هنيئا لهيئة التحكيم المغربية بهذه الحكمة الشجاعة و الرائعة و تحية حب و تقدير للمرأة المغربية ».
وبدوره، علق المحامي والمحلل السياسي نوفل بوعمري على الجدل الذي أثير حول إدارة الكربوبي، لمباراة نهائي كأس العرش، وكتب في تدوينة على حسابه على الفايسبوك: « النقاش الذكوري الذي أثير حول حكم المقابلة، و محاولة إلصاق الهزيمة لجنس الحكمة، يجب أن يدفع الجامعة الملكية لكرة القدم إلى دفع نساء أخريات لإدارة المقابلات في القسم الوطني الأول و الهواة ».
وتابع: « الرجة التي حدثت اليوم في عقول البعض ممن لم يجدوا غير جنس الحكم لتعليق فشل المغرب التطواني الذي اشجعه و كنت أتمنى فوزه، يجب أن تستمر برجات أخرى لحين أن يقتنع جمهور الكرة أن الجندر لا علقة له بالكفاءة » مضيفا أنه « لو كان الحكم رجل و هو من اعطى البطاقة الحمراء، هل كانوا سيقولون لأنه رجل فقد فشل في إدارة المقابلة ».
واسترسل: « كنت شخصيا سأتقبل أن يقال الحكمة » أخطأت في التقدير كأي حكم قد يخطأ، لكن أن ينسب الفشل لجنسها فهو أمر غير مقبول و لا يمكن التطبيع معه بالصمت فقط تعاطفا مع فريق انهزم في مقابلة لكرة القدم ».
واعتبر كثيرون في تعليقاتهم، أن إعطاء الكربوبي، الورقة الحمرا للاعب في فريق المغربي التطواني في الدقائق الأولى من بداية المباراة أمر « جريء »، وعلق أحدهم: « ما ميز نهائي كأس العرش لهاته السنة هو الصافرة النسائية للحكمة المميزة بشرى كربوبي التي أدارت النهائي بحنكة وامتياز واقدمت على طرد مهاجم المغرب التطواني في الدقيقة الثالثة بعد تدخل عنيف على حارس فريق الجيش الملكي ».
وتبلغ بشرى كربوبي من العمر 34 عاما، وتعمل في الأساس كشرطية مغربية، وحصلت على الشارة الدولية كحكمة كرة قدم عام 2016، حيث بدأت مسيرتها التحكيمية عام 2001، ثم حصلت على شهادة الحكمة الوطنية في عام 2007.
