• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 30 يوليو 2023 على الساعة 20:00

بحوار صريح وصادق.. المغرب يأمل في تكون علاقاته أفضل مع الجزائر

بحوار صريح وصادق.. المغرب يأمل في تكون علاقاته أفضل مع الجزائر

قال الأكاديمي والمحلل السياسي، عتيق السعيد، إن الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، مساء أمس السبت (29 يوليوز)، بمناسبة عيد العرش، يؤكد حرصه على استمرار المملكة المغربية في خدمتها للقضايا الوطنية، باعتماد مسارين مُتوازيين، تشمل القضايا الدّاخلية من جهة، وإقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، خاصة دول الجوار، من جهة أخرى.

العلاقات المغربية الجزائرية

وفي هذا السياق، قال السعيد، عن دول الجوار، إنها لطالما شكّلت مستوى استقرار وتعاون مشترك، كما هو الشأن بالنسبة لإسبانيا، في حين تبقى العديد من الأسئلة حول العلاقات بين المغرب والجزائر التي دائما المغرب يتطلع لأن تكون أفضل.

وأضاف المحلل السياسي، أن الخطاب الملكي جدّد التأكيد على أن المغرب لن يكون أبدًا مصدرَ أي شر أو سوء للجزائريين، وعلى الأهمية البالغة، التي يوليها جلالته لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين الشعبين الجارين، حيث أن المغرب لطالما دعا في غير مرة الى عودة الأمور إلى طبيعتها، والعمل على فتح الحدود بين البلدين.

اليد الممدودة

وحسب عتيق السعيد، حرصت بلادنا، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، على بناء جسور متعددة من التضامن الإنساني المفتوح، والمستمر، في مختلف الظروف والأزمات مع الشعب الجزائري الشقيق، تشكل عبر التاريخ الطويل مبادرات اخوية اقترحها المغرب للشعب الجزائري وفاء لقيم ومبادئ حسن الجوار التي دأب المغرب على احترامها دوما، كما أن دعوات المغرب فتح الحدود والتعاون المشترك مع الجزائر يدفع إلى السؤال، حول تحرك الدبلوماسية الجزائرية من مكانها، حتى يكون هناك ترحيب أو تفاعل محفز وقادر على بناء مرحلة جديدة كليا.

وشدد الأكاديمي والمحلل السياسي، على أن المغرب كان ولا يزال، وسيبقى شريكا أساسيا، موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري، وسيواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة، وداعما رئيسيا للقضايا المشتركة في مختلف الأوضاع والظروف.

ويعد هذا البلد الجار، يضيف المحلل السياسي، ضمن انشغالات المغرب ملكا وشعبا، الذي ما فتئ يؤكد بالملموس تبني اليد الممدودة، رغم محاولات التشويش ضد بلادنا، ورموزها ومؤسساتها العتيدة، وهي دعوة برهن من خلالها المغرب بحكمة عن ديمومة التضامن والتكافل في سبيل التعاون المشترك المفتوح على جميع الأصعدة.

أمل المغرب في عودة العلاقات

وتابع المتحدث، أن عودة العلاقات مع الجارة الجزائر، تبقى دائما أمل المملكة المغربية، وطموحها النبيل، من أجل تطوير علاقات متينة ومستدامة، في زمن تعتبر فيه التكتلات و الأقطاب الدولية لبنة أساس في صرح النماء والبناء المشترك، وبالتالي الأهمية التي تكتسيها التكتلات الإقليمية في القارة الأفريقية لاسيما في فترة الأزمات والجوائح، والتي تعتبر فيها مثانة التكتلات بين الدول، مَعبرا لتفكيك الأزمات، وآليةً لصدها بشكل تشاركي.

ولهذه الأسباب، يقول السعيد، فإن عودة العلاقات بين البلدين أصبحت ضرورة في زمن تتسارع فيه مبادرات التعاون بين الدول، والعالم اليوم صار يُدرك أن خدمة الشعوب، وتنميتها لا تستقيم دون علاقات الشراكة والتعاون، بين دول الجوار، والسعي بكل جهد في دعم واحتضان المبادرات، بغية خلق توازنات بين الموارد والفرص، وبين الإمكانات المتاحة، في طريق التنمية المستدامة للشعوب.

حوار صادق وصريح

من جانب آخر، قال المتحدث، إن المغرب بقيادة جلالة الملك، بادر كما هو معهود لجلالته، في تقديم فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات بين الجارتين، عبر الحوار الصادق والصريح الذي اقترحه المغرب في غير مرة، وهذا مؤشر من مؤشرات عديدة تبرهن على رغبة المغرب الصادقة في تدبير علاقاته واستثمارها صالح الشعوب وللمنطقة المغاربية

ديبلوماسية إنسانية

ويوضح السعيد، أن جلالة الملك، قاد بحنكة وبصيرة عالية، وعلى مدى سنوات طويلة وتراكمات عديدة، مسارا حافلا بالجود والسخاء الذي يؤسس نهجا ثابتًا متأصلاً بروح التضامن لدى دول الإقليم، متأصل بجذوره على مر التاريخ، ومتوارث لدى الأعتاب الشريفة لملوك مملكتنا العريقة، وبالتالي تعد مبادرات بلادنا تجاه الأشقاء بالجارة الجزائر خطوة إنسانية، ومدخلا أساسيا في بناء الشعوب، وتحقيق الازدهار في العديد من الدول المغاربية، وهو ما بات يجسد نجاعة و تميز المغرب بالدبلوماسية الإنسانية في أسمى معانيها المرتكزة على أهداف تنموية مستدامة، تعكس الإرادة المولوية بالوقوف مع الدول الشقيقة في وقت الأزمات، كل ذلك أهّلها لتلعب دوراً مؤثراً في الوطن العربي والقاري، مغمورا بالتقدير والاحترام الدولي المتبادل.