فندت الأرقام الحكومية الرسمية كذبة “13 مليار درهم”، التي حاولت عدة أطراف إثارة الجدل بشأنها لافتعال أزمة سياسية لا وجود لها، تتعلق بمزاعم بشأن اقتصار تقديم الدعم المرتبط بأضاحي العيد على بعض المحظوظين من المستوردين.
إزالة اللبس
فقد أكد الكاتب العام لقطاع الفلاحة بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، رضوان عراش، أن النقاش الدائر مؤخرا حول دعم الأغنام في بلادنا يعتريه الكثير من اللبس، موضحا أن 13 مليار درهم لا علاقة لها بالدعم الحكومي المقدم بشأن استيراد الأغنام الوجهة لعيد الأضحي.
وأفاد عراش في برنامج “خاص” على قناة ميدي 1 تيفي، بأن الحكومة بادرت إلى تحفيز المستوردين عبر تخصيص دعم مباشر يقدر بـ 500 درهم لكل رأس من الأغنام الموجهة للذبح خلال عيد الأضحى، موضحا أن هذا الإجراء يروم استيراد كميات كبيرة وفي حيز زمني ضيق (2 إلى 3 أشهر قبل عيد الأضحى برسم سنتي 2023 و2024)، وذلك بهدف توفير عرض مهم من الأضاحي يساهم في توفيرها بأثمان معقولة للمواطنين.
وأشار المسؤول ذاته، أن هذا الإجراء الحكومي مكن من استيراد حوالي 880 رأس من الأغنام برسم سنة 2024، من بينها 480 ألف رأس كانت موجهة لعيد الأضحى، وقرابة 400 ألف رأس من الأغنام على طول السنة.
وشدد عراش على أنه لولا الإجراءات الحكومية، كان ثمن الأضحية المتوسطة سيتجاوز 7000 درهم، وذلك باحتساب الثمن الأصلي في الخارج والمقدر مثلا بـ 2500 درهم، ينضاف إليه الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة وهامش ربح المستورد، لافتا إلى أن حزمة الإجراءات الحكومية المتخذة مكنت من تلافي الارتفاع الكبير لأسعار اللحوم الحمراء وتجاوز ثمنها 300 درهم.
13 مليار درهم.. رقم غير حقيقي
من جانبه نفى رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، رشيد بنعلي، صحة رقم 13 مليار درهم الذي تروجه بعض الأطراف السياسية في سياق جدل كبير حول دعم استيراد الأضاحي، مشددا على أنه غير حقيقي و”مكاينش”.
وذكر رئيس كومادير أن مهنيي الكونفدرالية لم يتلقوا أي دعم قيمته 13 مليار درهم، مضيفا أن الحكومة الحالية تقدم المساعدة اللازمة لهذا القطاع وفق الإمكانيات المتاحة، مثل باقي دول العالم، التي تعتمد قطاعاتها الفلاحية على الدعم العمومي لتحقيق أمنها الغذائي.
وسجل بنعلي أن الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، ساندت الإجراء الحكومي المتعلق بدعم استيراد الأضاحي، لأنها تعي جيدا أن هذا الإجراء سيخفف الضغط على الفلاح الوطني، وسيساهم في الحفاظ على القطيع الوطني وضمان تموين الأسواق باللحوم الحمراء وعدم ارتفاع الأسعار في السوق.
وأوضح المتحدث ذاته إن توالي سنوات الجفاف أثر سلبا على أعداد القطيع الوطني، منوها بالتدبير الحكومي المتعلق بالاستيراد، قائلا إنه ساهم في استدامة القطيع الوطني، حيث أنه “لولا توفير 400 ألف رأس الأضاحي المستوردة، لكان العدد نفسه من إناث قطيع الأغنام الوطني سينتهي به المطاف إلى المجازر”، بحسب تعبيره
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد كشفت في بلاغ لها قبل أيام، أن تكلفة عملية دعم الحكومة لتشجيع الاستيراد الاستثنائي للأغنام الموجهة لعيد الأضحى برسم سنتي 2023 و2024 بلغت ما مجموعه 437 مليون درهم.
وسجلت الوزارة أن 193 مليون درهم تم توجيهها لهذه العملية برسم سنة 2023، و244 مليون درهم برسم سنة 2024، مضيفة أنه تم استيراد ما يناهز 875 ألف رأس من الأغنام، منها 386 ألف رأس خلال سنة 2023، و489 ألف رأس خلال سنة 2024.
وأشار البلاغ إلى أنه قد تم فتح المجال أمام جميع المستوردين الذين تتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها في القرار الوزاري المشترك بين وزارة المالية ووزارة الفلاحة، موضحا أن عدد المستوردين الذين تمكنوا من الانخراط في مسطرة الاستيراد هو 156 مستوردا (61 مستورد سنة 2023، و95 مستورد سنة 2024).
