بصمته في صناعة الهواتف الذكية لم تعد تخفى على أحد، حتى أنه بات يلقب بـ”أب” البطاريات الذكية، إنه العالِم المغربي رشيد اليزمي.
ورغم بلوغه الـ68 من العمر، ما زال اليزمي ينكب على إجراء بحوثه، بلا كلل ولا ملل.
الليثيوم
منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي، برز اسم اليزمي عندما عمل على تطوير بطاريات الليثيوم وجعلها لأول مرة قابلة للشحن، الأمر الذي شكل مقدمة لتطور علمي وصناعي كبير في المجال التكنولوجي عرفه العالم لاحقا.
وقبل نحو ست سنوات اخترع العالم اليزمي شريحة من الليثيوم تعتبر اليوم من مكونات بطاريات الهواتف النقالة الأساسية، ما جعله ضمن أهم عشر شخصيات مسلمة في العام 2015.
من الهواتف إلى السيارات
إنجازات العالم المغربي تجاوزت حدود البطاريات القابلة للشحن، المستخدمة في الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، إلى اختراع تقنية جديدة وغير مسبوقة، تمكن من شحن بطاريات السيارات الكهربائية في زمن قياسي، لا يتجاوز 20 دقيقة، بدلا من ساعة المعمول بها حاليا.
هذه التقنية الجديدة اعتبرتها شركة “تيسلا موتورز” الأميركية، المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، “حلاً سحرياً” لمنتجاتها التي تغزو العالم شيئاً فشيئا.
جدل “نوبل”
قبل نحو سنتين، أثير اسم المهندس اليزمي عندما فاز ثلاثة من زملائه شاركوا معه في تطوير بطارية الليثيوم بجائزة “نوبل” في الكيمياء لعام 2019.
وأثير جدل حينها، عن “إقصاء عنصري للعالم المغربي” عن الجائزة، رغم أنه كان مشرفاً على مشروع تطوير البطارية وتمت بتوجيه منه.
اختراعات
يعتبر العالم المغربي اليزمي، واحدا من أبرز الباحثين في المعهد الوطني للبحث العلمي في باريس، بفضل أبحاثه العلمية الغنية وبراءات اختراع في مجال الكيمياء.
ونال ابن مدينة فاس، أكثر من 120 براءة اختراع في الكيمياء، إضافة إلى نشره أكثر من 200 بحث علمي في مجلات علمية مرموقة.
ومن فرنسا امتد صيت اليزمي إلى اليابان، ومنها إلى وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، حيث تعاون معها في برنامج يهدف لإرسال مركبات فضائية تعمل بالبطاريات القابلة للشحن إلى كوكب المريخ، وتوجت تلك البحوث عام 2005، بإرسال مركبة إلى المريخ تستعمل بطاريات ليثيوم تشحن بالطاقة الشمسية، لأول مرة.
وفي عام 2010، استقر اليزمي في سنغافورة، مديراً للبحوث في الطاقة المتجددة بجامعة “نانيانغ” للتكنولوجيا.
أوسمة
أبحاث العالم اليزمي العلمية المرموقة أهلته لتقد أوسمة وجوائز عالمية ومحلية، من أبرزها وسام “جوقة الشرف” في فرنسا، والوسام الملكي للكفاءة الفكرية من الملك محمد السادس.
ونال في 2014 جائزة “دريبر” التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية للهندسة في العاصمة واشنطن.
وفي 2016، تم تكريم المخترع المغربي من قبل رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، بأعلى درجة تكريمية يمكن للحكومة الفرنسية منحها للمخترعين.
المنشأ
وولد العالم اليزمي في مدينة فاس عام 1953، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، وبدأ حياته الجامعية في جامعة محمد الخامس في العاصمة الرباط، قبل أن يغادرها عام 1972 نحو فرنسا، لبدء رحلة عملية جديدة كانت مقدمة لسطوع نجم المخترع المغربي في العالم.
وفي بلاد نابوليون، التحق الشاب الطموح بالأقسام التحضيرية التي أهلته بعدها للتخصص في هندسة الكيمياء في معهد “غرونوبل للتكنولوجيا” حيث تابع دراساته العليا حتى نال شهادة الدكتوراه في الكيمياء عام 1985 من المعهد ذاته.