• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 17 يناير 2014 على الساعة 11:23

القدس المغربية

القدس المغربية لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]

في الشعار تمتزج دائما العبارتان عند المغاربة “الصحرا مغربية وفلسطين عربية”. لهم الحق في ذلك فهم الوحيدون الذين يملكون في بيت المقدس مثل مايمتلكه الفلسطينيون تماما: باب المغاربة، الذي تدلف منه القدس كلها إلى تاريخها والذي يقول على امتداد الأزمنة إن هاته المدينة إما أن تكون مدينة الديانات الثلاث أو لن تكون أبدا.

لذلك يبدو الاجتماع الذي يرأسه جلالة الملك الجمعة 17 يناير للجنة القدس رئاسة فعلية في مراكش اجتماعا تاريخيا وأساسيا وحاسما، لأسباب عدد يمكن إجمالها في النقاط التالية:

 

إيران تعود إلى رشدها

عودة إيران إلى إعلان اعتدالها عبر تخليها عن تشدد وتنطع أحمدي نجاد وتياره, ومراهنة شعبها بعد اختياره الأخير على صوت روحاني المعتدل، والمؤمن أن المستقبل هو للحوار واليد الممدودة. واختيار الإيرانيين الإعلان الواضح عن هذا المعطى الجديد من بوابة المغرب السنية الأكثر اعتدالا في المنطقة هو اختيار يقول كل شيء عن ترتيبات المستقبل للمنطقة ككل، ويعكس رغبة في جعل البوابة العربية الأولى من جهة الولايات المتحدة الأمريكية (نحن الأقرب من جهة الأطلسي) تلعب دورها كاملا في التقريب بين وجهات النظر المختلفة من أجل التسريع بإيجاد حل فعلي وسياسي معقول لمشكلة دامت كل هاته السنوات.

 

الملك الديبلوماسي

رحلات المغرب العربية والإفريقية الجديدة، وتتويج كل هذا بالرحلة الأمريكية الأخيرة التي تعدت الجانب الديبلوماسي المجامل لكي تصبح زيارة عمل فعلية ترسم خارطة الطريق المستقبلية للمنطقة ككل، وتكلف الصوت الأكثر اعتدالا أي المغرب باستعادة دور كان له دائما، هو دور التقريب بين وجهات النظر المتباينة حد الاختلاف الكامل والخلاف الذي لا حل له. والمغرب ليس في أول مهمة له على هذا المستوى، فقد تعود بلدنا أن يكون القنطرة الحضارية التي تعلن لمختلف فرقاء الشرق الأوسط أن الحل سيكون جماعيا أو لن يكون نهائيا في ذلك المكان إذا واصل التنطع من الجهتين سيطرته، وإذا اعتبرنا أن الأصوات المتشددة والمتطرفة _من الجانبين_ وحدها تملك حق الحديث باسم الصراع الدائر هناك.

 

 

عودة المغرب

لسنوات رفع المغرب يده عن المشكل، واعتبر أنه من حق أهله أن يطرحوه مع من شاؤوا, وأنه من الممكن لهم أن يذهبوا لطلب العون في كل الأمكنة التي يعتبرون أنها صالحة لخدمة قضيتهم. مسألة واحدة لم يتوان المغرب عنها، ولم يتوقف عن العمل لأجلها هي مسألة القدس هاته.

المغرب لديه معركة مصيرية في هذا المجال، تروم منع تهويد القدس، أو جعلها عاصمة ديانة واحدة لأنه مؤمن أنها عاصمة الديانات الثلاث، وهي النموذج الذي سيشهر نفسه في لحظة من اللحظات في أوجهنا جميعا لكي يقول لنا إن لاقدر هو قدر تعايش الموحدين المؤمنين مهما أقنعهم التطرف السياسي المتسربل بالدين كذبا إن العكس هو الصحيح. اليوم عاد الأهل إلى المغرب لكي يطلبوا منه استعادة دوره التاريخي في النقاش ككل، وهو لن يرفض دعوة مثل هاته بل تبناها وسيذهب فيها إلى أبعد مدى ممكن دون أي إشكال.

 

الرد على المشككين

بالموازاة مع الخرافة المسماة الربيع العربي ارتفعت أصوات نشاز فجأة حاولت أن تشكك في دور المغرب في لجنة القدس. توحد _للصدفة الماكرة_ في هاته الأصوات نهيق قادم من الإخوان المصريين المنحلة عبر عصام العريان، ونباح قادم من جهة الجنرالات الجزائريين الذين يرفضون أن يروا المغرب في مقدمة أي شيءء مهما كان.

رد المغاربة كان واضحا للغاية: التدليل بالأرقام على حجم المساعدات التي تذهب من بيت مال القدس إلى العاصمة المقدسة، والتساؤل في الوقت ذاته عن المشككين وعن دورهم في دعم القدس، خصوصا وأن للجزائر بترولا كثيرا تصرف عائداته على مرتزقة البوليساريو، ولم تفكر يوما في ضخ جء منه في بيت مال القدس، كما أن للإخوانيين في تنظيمهم العالمي عدة موارد لرق كثير لا تنتهي تأتي من كل مكان عبر مسانديهم ومؤيديهم, ويه العائدات التي كانت تجد الطريق سالكا فقط نحو حماس لا نحو الشعب الفلسطيني ككل.

 

الحوار مع إسرائيل

على مستوى الأرض إسرائيل تتحكم في كثير من الأمور التي تهم المدينة المقدسة، وأي نقاش حول القدس وحول منعها من السقوط في أيدي ديانة واحدة على حساب بقية الديانات التي شكلتها دوما وشكلت استثناءها التاريخي، هو نقاش يجب أن يمر عبر الحديث مع أصوات الاعتدال في إسرائيل، وعبر فتح المجال رحبا وشاسعا لإفهام الشعب الإسرائيلي في الجزء المعتدل منه أن الحل للأزمة ككل هو الجلوس والتفاهم حولها، وأن قتل بعضنا البعض لسنوات أخرى قادمة، بل وربما لعقود وقرون مستقبلية هو قرار غبي سيبيدنا جميعا, ولن يحل أي إشكال.

في كل الحالات المغرب اليوم أمام عودة تاريخية إلى هاته القضية. وجلالة الملك يفتح كوة كبرى في ملف معقد قدره أن يناقشه وأن يصل به إلى الحل الفعلي يوما المعتدلون.