• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 03 يونيو 2018 على الساعة 16:30

العيالات علاش قادات (17).. زينب المراكشية التي جمعت بين الجمال والذكاء

العيالات علاش قادات (17).. زينب المراكشية التي جمعت بين الجمال والذكاء

جواد الطاهري

كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرئاسة. هكذا وصفها ابن خلدون. زينب النفزاوية المراكشية الامازيغية الأصيلة وجه نسائي سياسي ما زال يطبع التاريخ المغربي بحضوره رغم مرور 10 قرون على زمانها، وقد امتلكت جمالا مغربيا أصيلا.
هي زينب بنت إسحاق الهواري من قبيلة نفزاوة الأمازيغية، كان والدها تاجرا من تجار القيروان.
تزوجها أمير المرابطين أبو بكر بن عمر اللمتوني، ولما عزم على خوض حروب جهادية في إفريقيا جنوب الصحراء لم يشأ أن يتركها معلقة فطلقها. ويُذكر أنه أوعز لابن عمه يوسف بن تاشفين قائد جيوش المرابطين الشمالية أن يتزوجها، وقال له إنها امرأة عاقلة.
تزوج يوسف زينب وأعانته برأيها وحصافتها وحسن تدبيرها، وكان يستشيرها في أموره ويتبع ما تشير به عليه.
ولما عاد أبو بكر إلى المغرب مرة ثانية عام 465هـ/1073م وكان ملك ابن تاشفين وسلطانه قد بدأ يقوى بالمغرب، فأحس أبو بكر أن في الأمر تهديدا للجناح الجنوبي من دولة المرابطين، فنزل أبو بكر بمدينة أغمات القريبة من مراكش، وبعث يستحضر ابن تاشفين غير أن هذا الأخير لم يعد يرغب في أن يظل تابعا لابن عمه أبي بكر.
استشار ابن تاشفين زوجته زينب النفراوية في كيفية الاستقلال عن زوجها السابق، فقالت له إن “ابن عمك رجل متورع فإذا لقيته فقصر عما كان يعهده منك من الأدب والتواضع، وأظهر له أنك مساو له ومماثل، ولاطفه مع ذلك بالأموال والهدايا فإنه يسلم لك”.
عمل يوسف بما أشارت به زينب من عدم التواضع لأبي بكر وإظهار الترفع عليه والاستكثار من الهدايا والخروج إليه بجيش جرار، فقد سلم يوسف على أبي بكر وهو راكب، ولم ينزل له كما كانت عادته.
ولما شاهد أبو بكر أسلوب ابن عمه في التعامل معه نظر إلى عدد كبير من الإبل موقورة قد أقبلت، فقال: “ما هذه الإبل؟ قال: أيها الأمير جئتك بكل ما معي من مال وثياب وطعام لتستعين به على عيش الصحراء”، فأدرك أبو بكر أن المغرب قد أفلت من يده وأنه لا سبيل إلى منازعته، وكان ذلك بفضل استشارة زينب النفراوية.
وحسب الروايات، فإن زينب النفزاوية كانت وراء تحفيز بناء مدينة مراكش سواء عند وضع أسسها الأولى في عام 461هـ أو استكمالها بدء من عام 463هـ على يد زوجها يوسف بن تاشفين. وهي التي تمتعت بالطموح العارم حتى كان يوسف يذكر دوما فضل زينب أمام الملأ من الناس ويثني عليها ثناء حسنا.