• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 01 مارس 2021 على الساعة 14:00

الشيخ جيجي: “دعاة التكفير” على الفايس بوك يعيشون أزمة الوَثوقيّة وجنون العظمة

الشيخ جيجي: “دعاة التكفير” على الفايس بوك يعيشون أزمة الوَثوقيّة وجنون العظمة

تعالت مجددا الأصوات المحذرة من “الإرهاب الفكري” الذي انتقل من الواقع إلى العالم الافتراضي، وأضحت معه مواقع التواصل الاجتماعي تعج بخطابات التحريض على العنف ومُصادرة الحقّ في الاختلاف.

شباب متشددون يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لتوزيع صكوك الغفران، وترويج خطاب “ديني” حماسي يشجع على العنف واستهداف الأفراد أو الجماعات والتنكيل والتشهير بهم من خلال تهم التكفير الجاهزة.

ويعتبر الشيخ محمد جيجي أن ظاهرة التكفير “شغلت حيّزاً كبيرا من اهتمام علماء المسلمين طيلة تاريخ الفكر الإسلامي، فمنذ عهد الخوارج حتى الآن بقيت صيحات التكفير تعيش مدّا وجزرا، تعلو أحيانًا وتخبو أحيانًا أخرى، لكن التاريخ يؤكّد أن هذه الفكر الشاذّ يحمل بذور فنائه في داخله، لا يعمّر طويلا في بلدنا لأنّ المغاربة لا يتقبّلونه ويعتبرونه مناقضا لمبادئ الدّين الإسلاميّ ومنهجا مجانبا للصراط المستقيم”.

وأوضح الشيخ جيجي، في تصريح لموقع “كيفاش”، أن دعاة التّكفير عموما والذين ينشطون على منصات مواقع التواصل خاصة “منغلقون على أنفسهم، يتوسّلون العنف اللفظي لتحقيق أهدافهم، ويعيشون أزمة الوَثوقيّة، وجنون العظمة، على اعتبار أنّهم الفرقة الناجية، ومن خالفهم فإلى جهنّم وبئس المصير… هكذا يزعمون”.
وهو ما أدّى بهم، يضيف المتحدث، إلى “رفض المجتمع، والتعامل معه من منطلق الرؤية التكفيرية التي تدعو إلى هجره والخروج منه، وبالتالي إيجاد موطن افتراضيّ على الأنترنت”.

وأبرز الشيخ محمد جيجي أن “الحسرة التّكفيريّة بعد أن فقدت أهمّ ساحات الجهاد في بعض البلدان، تعود لتتخذ من مواقع التواصل الاجتماعيّ معركة ضد كل من يخالفهم الرّأي، ولتعبّر، مع الأسف، عن انتكاسة علميّة حقيقيّة لدى هؤلاء الذين لا يعرف لهم شيخ ولا تلقّوا العلم والأخلاق على يد من يوثق بعلمهم”.
وأكد المتحدث أن “الغلو في التكفير واستباحة الدّماء لم يكن يوما مطلبا شرعيّا ولا طريقة للدّفاع عن سماحة الإسلام، ومن يسلك هذا المسلك فهو يسيء إلى الإسلام ويرتكب ذنبا عظيما، لأنه حرّف القرآن والسنة النّبويّة المطهّرة”.

واعتبر جيجي أن علاج مثل هذه الظواهر “يتطلب التشخيص الدقيق لمسبباتها بعيدًا عن التهوين أو التهويل، ثم الانتقال إلى مقارعة الحجّة بالحجّة والبرهان بالبرهان”، مضيفا “هذا في رأيي ليس من مسؤوليّة علماء الدّين وحدهم، بل الكل مدعوّ للانخراط، علماء الشريعة وعلماء الاجتماع وعلماء النّفس… الكلّ مدعوّ للإسهام في تكوين فضاء معرفي متعدد الأبعاد يقف بوجه ظاهرة التكفير وفهم بنيتها العقائدية، وسلوكها الفكري وممارساتها العدوانية والإلغائية واللإنسانية ضد كل من لا يوافق رأيها”.