شراكة متجددة تمتح من روابط تاريخية وأخوية عميقة بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، توّجها الإعلان الاستراتيجي المشترك الذي وقعه جلالة الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أفق تعاون مستدام ومبتكر.
الأقاليم الجنوبية
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال ابراهيم بلالي اسويح، قال عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، إن الإعلان الذي وقعه جلالة الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، “يدخل في إطار علاقة استراتيجية لها عمق وأرضية جغرافية تتجاوز ما هو ثنائي بين المغرب والإمارات حيث أن الأقاليم الجنوبية تدخل في صلب هذا البعد الاستراتيجي الموجه نحو دول إفريقية كثيرة”.
وأبرز اسويح، أن “الأقاليم الجنوبية في إطار مخطط استراتيجي كان جلالة الملك قد أرسى دعاماته الأولى من خلال النموذج التنموي الموجه لهذه الأقاليم ومؤخرا من خلال الخطاب الأخير لذكرى المسيرة الخضراء للانفتاح على المحيط الأطلسي وتجهيز هذا الخط الساحلي بالبنيات التحتية الاستراتيجية الكبرى”، متابعا: “كل هذا يتطلب تمويلا مهما وهو ما يجسد هذه الشراكة مع الإمارات”.
استثمارات كبرى
وأكد عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن “الشراكة بين المغرب والإمارات تاريخية وراسخة تتمثل في دعم الإمارات السباقة إلى فتح قنصليتها ودعم مغربية الصحراء… الورش سيكون من مسببات تنزيله على الأمر الواقع أن قاطرة التنمية في هذه الأقاليم سترتكز على هذه الاستثمارات الكبرى”.
وشدد اسويح، على أن “الأقاليم الجنوبية أصبحت منصات لجلب الاستثمارات وسيكون مشروع تحلية مياه البحر من أهم المشاريع التي سيتم تنزيلها في هذه الأقاليم كذلك الطاقات المتجددة”.
وتابع: “هذا الإعلان المشترك الراسخ والمبتكر دليل على تطلع الشعبين والقائدين إلى شراكة تتجاوز ما هو ثنائي وإشعاعي والأقاليم الجنوبية في صلب هذا الرهان نحو تعزيز الوحدة الترابية والريادة الاقتصادية التي يسعى جلالة الملك إلى تجسيدها على أرض الواقع في إطار الانفتاح على البعد الإفريقي”.
ولفت اسويح، إلى استفادة الأقاليم الجنوبية من الجيل الجديد من المطارات خاصة بالعيون والداخلة ضمن الورش الاستشرافي القريب وهذا الإعلان المشترك سيضفي على وثيرة الإنجاز الطابع النوعي كما هو الحال بالنسبة لتصفية المياه إذ أن الأمن المائي بالاقاليم الصحراوية يعد معضلة وتحديا تواجهه المملكة في هذا النوع من المجالات المتميزة بنذرة المياه بالتوجه إلى تصفية مياه البحر وهو مايتطلب استثمار نوعي يعتمد الابتكار تسعى مذكرة التفاهم لتجسيده على أرض الواقع.
إقرأ أيضا: العلاقات المغربية الإماراتية.. روابط تاريخية قوية وشراكة استراتيجية متجددة (فيديو)
شراكة مبتكرة
ومن جهته، يرى رشيد ساري، المحلل والخبير الاقتصادي، أن الشراكة بين المغرب والإمارات متجددة تعكس العلاقات التاريخية والروابط القوية بين المملكة والبلد الخليجي الذي يعتبر المستثمر الثاني في المغرب بـ137 مليار درهم.
وأبرز ساري، في تصريح للموقع، أن “اليوم هذه الشراكة تعكس ثقة الإمارات العربية المتحدة في أن المغرب هو شريك فعال موثوق فيه، ذلك أن المملكة لها إمكانيات مهمة ومنصة صناعية جد متطورة إضافة إلى بنيات تحتية تتصدر المشهد على المستوى الإفريقي”.
وأكد المحلل والخبير الاقتصادي، أن “الشراكة تشمل مجالات متعددة وتقوم على أساس مبدأ رابح رابح، مبرزا أهمية الخبرة المغربية في قطاعات كصناعة السيارات وغيرها من الصناعات الثقيلة التي بصمت الكفاءات المغربية فيها على مستوى عال من الخبرة والتميز”.
وخلص رشيد ساري، إلى التأكيد على أن “دولة الإمارات كانت ذكية في اختيار المغرب كشريك ذي مصداقية وموثوق، حيث هناك وعي كبير أن الاستثمار داخل العمق الإفريقي لن يمر إلا عبر المغرب العاصمة الاقتصادية لإفريقيا”.
