فرح الباز
حظيت الأحداث الأخيرة التي عاشتها تركيا بمتابعة واهتمام بالغين من قبل الرأي العام حول العالم، ورافق هذه الأحداث انتشار مجموعة من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، لعدد من الأتراك الذين لبوا دعوة الرئيس التركي رجب طيب أدروغان وخرجوا للتصدي لمحاولة الانقلاب.
وكان من بين تلك الصور واحدة لشاب تركي استلقى أمام دبابة عسكرية عند أحد مداخل مطار أتاتورك في مدينة اسطنبول، وهي الصورة التي تم تداولها بشكل لافت على الشبكات الاجتماعية.
وكالة “الأناضول” التركية استطاعت الوصول إلى صاحب الصورة، وأجرت معه حوارا مطولا، أكد فيه الشاب التركي، واسمه متين دوغان (40 عاما)، أنه قرر الخروج إلى الشارع مباشرة بعد أن سمع بما حدث في أنقرة واسطنبول.
وقال دوغان إن عائلته حاولت مغادرة المنزل، لكنه أصر على ذلك وغادر متوجها إلى الشارع. وأضاف قائلا: “بحثت كثيرا ولم أجد سيارة أجرة توصلني للمطار، فطلبت من شخص التقيته صدفة أن يوصلني بدراجته، رفض في البداية، لكنه وافق بعد ما رأى الدموع تنهمر من عيني حزنا”.
وأشار دوغان في الحوار إلى أنه بعد وصوله إلى محيط مطار أتاتورك خاطب الانقلابين قائلا: “أنا عسكري تركي، من أنتم؟ ماذا تريدون؟ من الذي أرسلكم؟”، قبل أن يلقي نفسه تحت المدرعة مرددا: “مروا فوق جسدي واقتلوني إذا أردتم أن تعبروا”.
وأكد الشاب التركي أن خطوته هذه أثارت تعاطف الضباط الذين قال له أحدهم: “نحن منكم لن نتخلى عنكم، سندافع عنكم دائماً”، كلمات كانت كافية لينهض دوغان من أمام الدبابة التي عادت أدراجها بعد ذلك.
وعلق متين دوغان على هذا الموقف بالقول: “لم أتوقع أن أخرج حيا من ذلك الموقف، لقد كانت لحظات صعبة للغاية”.