من الواضح أن مذكرة السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الموجهة إلى رئاسة وأعضاء حركة عدم الانحياز “في إطار ممارسة المملكة المغربية لحق الرد على إثر التدخل الاستفزازي لوزير الخارجية الجزائري الجديد رمطان لعمامرة”، أصابت حكام الجزائر بالسعار، بعدما تيقنوا من نهاية عهد الرشاوى الدبلوماسية التي دأبوا على تقديمها مقابل استصدار القرارات المعادية للوحدة الترابية للمملكة.
اتهامات خطيرة
فبعد ساعات من انتشار مذكرة السفير هلال، خرجت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، اليوم الجمعة (16 يوليوز)، ببلاغ تعتبر فيه أن المذكرة “يكرس محتواها بصفة رسمية انخراط المملكة المغربية في حملة معادية للجزائر، عبر دعم ظاهر وصريح لما تزعم بأنه “حق تقرير المصير للشعب القبائلي” الذي، حسب المذكرة المذكورة، يتعرض لأطول احتلال أجنبي”.
وعوض أن تركز وزارة الخارجية الجزائرية على الاجتهاد في ابتكار حلول لمشاكل ومطالب شعب القبائل، وصفت مذكرة السفير هلال بـ”الانحراف الخطير”، معتبرة أن ما ورد في المذكرة “اعتراف بالذنب بخصوص الدعم المغربي متعدد الأوجه الذي يقدم حاليًا لجماعة إرهابية معروفة، كما كان الحال مع دعم الجماعات الإرهابية التي تسببت في إراقة دماء الجزائريين خلال +العشرية السوداء+”.
هذا الإدعاء يعكس بالضبط ما يقوم به النظام الجزائري، الذي لا يتوانى ولا يخفي دعمه المادي والعسكري والدبلوماسي والإعلامي للجبهة الانفصالية “البوليساريو”، التي يتابعها “زعيمها” المزعوم بتهم الإرهاب، وينشط أزيد من 100 عنصر تابعين لها في صفوف تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
أسطوانة المؤامرة
وأعاد بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية ترديد أسطوانة “المؤامرة التي تحاك ضد وحدة الأمة الجزائرية”، وهي الأسطوانة التي يحاول حكام الجزائر عبثا أن يحاصروا بها الانتصارات الدبلوماسية للمغرب ومصداقية ونجاعة البرامج والمشاريع الاقتصادية والتنموية التي يقدمها للدول والشعوب الإفريقية.
بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية يعكس شدة السعار الذي أصاب حكام الجزائر بعد أن فشلت كل مخططات حكام الجزائر ومؤامراتهم ضد المغرب ووحدته الترابية، وهو سعار نابع من حقد وعداء للمغرب.
هلال يرد على لعمامرة
وكان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، وجه مذكرة إلى رئاسة وأعضاء حركة عدم الانحياز “في إطار ممارسة المملكة المغربية لحق الرد على إثر التدخل الاستفزازي لوزير الخارجية الجزائري الجديد رمطان لعمامرة”، حسب ما نقلته “وكالة المغرب العربي للأنباء”.
وأعرب هلال في مراسلته عن استغرابه الشديد “لاختيار الوزير الجزائري (رمطان لعمامرة)، الذي تطرق لموضوع قضية الصحراء المغربية خلال أول تصريح له في محفل دولي، منذ تعيينه مؤخرا على رأس دبلوماسية بلاده”.
وشدد هلال على أن “قضية الصحراء المغربية التي تندرج حصرا ضمن اختصاص مجلس الأمن الدولي، لم تكن مدرجة على جدول أعمال (اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد بشكل افتراضي يومي 13 و 14 يوليو)، ولا ترتبط بموضوعه”.
وردا على ما أثاره لعمامرة بشأن “استئناف النزاع العسكري” في الصحراء، قال هلال إن “هذا الوهم موجود فقط في البلاغات الدعائية للجماعة الانفصالية المسلحة، +البوليساريو+، وقصاصات وكالة الأنباء الجزائرية”، مشددا على أنه “رغما عن وزير الخارجية الجزائري، فإن الوضع في الصحراء المغربية هادئ ومستقر، كما هو مسجل في التقارير اليومية لبعثة المينورسو وكما تؤكد ذلك وسائل الإعلام الدولية”.
وجاء في مذكرة الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة أن وزير الخارجية الجزائري، “الذي يقف كمدافع قوي عن حق تقرير المصير، ينكر هذا الحق نفسه لشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في أفريقيا، والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي”، وختم أن “تقرير المصير ليس مبدأ مزاجيا. ولهذا السبب يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التمتع الكامل بحق تقرير المصير”.