• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 07 مارس 2023 على الساعة 19:40

“الدرونات الإيرانية” على الحدود المغربية.. مخاوف جدية وتهديد حقيقي للمغرب ولشمال إفريقيا

“الدرونات الإيرانية” على الحدود المغربية.. مخاوف جدية وتهديد حقيقي للمغرب ولشمال إفريقيا

تتوالى الأصوات المحذرة من التهديد الذي تشكله الطائرات بدون طيار التي تزود بها إيران ميليشيات البوليساريو، على المغرب وشمال إفريقيا عامة وكذا منقطة الساحل.

والتحق الصحافي والكاتب الأمريكي Kieran Baker بهذه الأصوات، معتبرا أن وجود الطائرات بدون طيار الإيرانية على الحدود المغربية يثير مخاوف جدية، حيث يمكن استخدام هذه الأجهزة للمراقبة والاستطلاع وحتى شن العمليات العسكرية.

ونبه الصحافي الأمريكي، في تحليل على موقع “Military Africa”، والمعنون بـ”طائرات مسيرة إيرانية على حدود المغرب؟ هل هي مصدر قلق؟”، أن هذه الطائرات قادرة على تغطية مساحات واسعة من الأراضي المغربية، مما يسمح للحكومة الإيرانية بالوصول إلى أنشطة وتحركات المملكة.

المغرب قد يواجه خطرا متزايدا

وأشار الكاتب إلى يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لتوفير معلومات استخبارية عن القوات المغربية، مما يجعلها عرضة للضربات وأشكال العدوان الأخرى. مسجلا أنه بالنظر إلى تزايد عدد الطائرات بدون طيار الإيرانية في المنطقة، فقد يواجه المغرب خطرًا متزايدًا للتعرض لهجوم محتمل، مما يجعل القضية تكتسي طابعا مستعجلا.

هذا الأمر، يضيف المتحدث، دفع القوات المسلحة الملكية إلى إنشاء مناطق حظر برية وجوية في المنطقة الشرقية للجدار الدفاعي، وشرعت في تشغيل مجموعة من الأجهزة الجوية بدون طيار، وضمنها الطائرات بدون طيار “بيرقدار ت يبي 2” التركية.

وذكر صاحب المقال أنه في نهاية العام الماضي، هددت جبهة البوليساريو الانفصالية باستخدام طائرات بدون طيار ضد القوات المسلحة الملكية المتمركزة على طول الجدار الدفاعي في الصحراء. وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي كان فيه زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، يستعد لشن تحرك عسكري من تندوف في إطار “حرب استنزاف” ضد المغرب.

وبعد أقل من 24 ساعة على اطلاق البوليساريو تهديدات باستخدام طائرات بدون طيار ضد المغرب، يوضح كاتب المقال، حذر وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، من حيازة الجماعات الإرهابية والانفصالية لطائرات مسيرة مسلحة. كما أكد عمر هلال، سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، على “أن إيران بعد زعزعة الاستقرار بسوريا واليمن والعراق ولبنان، تحاول زعزعة استقرار منطقتنا”.

قلق متنامي من مزيد من الهجمات وعدم الاستقرار

وسجل الصحافي الأمريكي أنه مع الاهتمام الغربي المنصب على الدور الذي تضطلع به الطائرات المسيرة الإيرانية بأوكرانيا، يزداد الانشغال والقلق في إفريقيا بالدور المتنامي المزعزع للاستقرار، الذي تلعبه إيران في المنطقة من خلال دعمها للإرهابيين. فبعد أن دعمت حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، والفاطميين في أفغانستان، هاهي إيران اليوم تلعب دورا هاما في إفريقيا الغربية.

ويتعلق الأمر، حسب الكاتب، بنموذج للمقاربة الإيرانية للتدخل الخارجي من أجل تحديد حروب بالوكالة، وبالتالي دعم الفاعلين غير الحكوميين الباحثين عن التسلح، مبرزا أن إيران تعمل أيضا على استخدام قوتها الناعمة من خلال التعليم والزواج من اجل بناء حضورها بشمال افريقيا. وفي غضون ذلك توفر إيران الأسلحة والتدريب وأنواع أخرى من الدعم لمليشيات بالمنطقة بمشاركة مجموعة من الدول الأخرى.

وأكد الكاتب أن إيران تلعب دورا نشطا في الساحل وعبر شمال افريقيا بمعية مجموعات مختلفة، في وقت أثار فيه المغرب، أحد أقدم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، مخاوف من أن تصبح المنطقة أرضا خصبة ومصدر جيل جديد من الإرهابيين.

ونبه المقال إلى أن افريقيا تعرف قلق متنام من أن الدعم والمعدات المقدمة إلى أفراد من قبل إيران والجهات المعادية بشمال افريقيا، يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الهجمات وعدم الاستقرار. وقد حدثت هجمات ضد السكان المحليين، أدت الى وقوع خسائر في الأرواح في صفوف القوات الغربية بالمنطقة، القوات الخاصة الفرنسية والأمريكية.

تهديد حقيقي

واعتبر صاحب المقال أن تزويد البوليساريو بطائرات بدون طيار من طرف إيران والجزائر، وتوسعها المحتمل لتشمل مجموعات أخرى، يعد تصعيدا كبيرا ضمن قدراتهم الهجومية. والمغرب، الذي واجه هجمات إرهابية مدمرة، في الماضي، بسبب دوره الموالي للغرب كدرع ضد التطرف الإسلامي، يجد نفسه في الواجهة مرة أخرى.

وأضاف الصحافي Kieran Baker: “كما هو الحال في أوكرانيا، توفر الطائرات المسلحة بدون طيار القدرة على مهاجمة أهداف من مسافة بعيدة – ومنذ وقت ليس ببعيد، كان هذا خيارًا متاحًا فقط للدول التي لديها قوات جوية أو صواريخ باليستية. وبالتالي فإن وجود طائرات بدون طيار مسلحة على الحدود المغربية في يد البوليساريو المدعومة من الجزائر يعادل قضية تواجد الصواريخ الروسية في كوبا.

وعلاوة على العواقب الجيوسياسية الكبرى لذلك، يضيف المتحدث، أثار مراقبون مستقلون ومسؤولون مغاربة مخاوف من أن هذا التهديد الحقيقي للغاية سيضيع وسط ضباب غزو روسيا لأوكرانيا، والتركيز على مناطيد التجسس الصينية والزلزال في تركيا وسوريا.

المحور الجزائري الإيراني يستحق مزيدًا من الاهتمام الأمريكي

وأضاف الكاتب الأمريكي أنه “في الواقع أن الصناعة العسكرية الإيرانية المتنامية تعمل على إنتاج وتصدير طائرات بدون طيار وأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والقنابل الانشطارية، لتأجيج الصراع وعدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم. وبينما يركز العالم على أوكرانيا ، يجب أن تكون مبيعات الأسلحة الإيرانية وقدرتها على التحايل على العقوبات لتحقيق الإيرادات مصدر قلق كبير للغرب”.

وأشار إلى أن المحور الجزائري الإيراني، في علاقته مع المغرب والبوليساريو، يستحق مزيدًا من الاهتمام من الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تميل إلى رؤية هذه القضية من منظور الخلاف بين الجيران، بينما وكما هو الحال بشكل متزايد، يبقى البوليساريو وكيلا لإيران والجزائر، اللتين تعززان القدرات من أجل مهاجمة حليف أمريكي.

وبالمثل، يعد الغزو الروسي لأوكرانيا جزءًا من استراتيجية أكبر لإعادة تنشيط الكتلة السوفيتية. كما يجب أن يُنظر إلى انخراط إيران الى جانب الجزائر على أنه جزء من هدف إيران لبناء شريط نفوذ يمتد من الشرق الأوسط إلى غرب إفريقيا، عبر شمال إفريقيا. والمغرب درع رئيسي بين هذه المناطق وله أهمية حاسمة.

وقال الكاتب إنه “وضمن السياق الأوسع، هناك خطر حقيقي يتمثل في أنه، كما في الماضي، ومثلما دق المغرب ناقوس الخطر بشأن الطائرات بدون طيار المنتشرة على حدوده، ستذهب تلك التحذيرات أدراج الرياح، وسيستمر المحور الإيراني الجزائري في التطور ليصبح أكثر خطورة على المنطقة”.