• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 07 مايو 2019 على الساعة 23:59

الخياطة والتعليم/ الإنجليزية والأحلام/ الدكتورة والأبحاث.. مسيرة هشام تيفلاتي من معلم في ورزازات إلى أستاذ في كندا

الخياطة والتعليم/ الإنجليزية والأحلام/ الدكتورة والأبحاث.. مسيرة هشام تيفلاتي من معلم في ورزازات إلى أستاذ في كندا

“ما زال ما حققت والو، والقرارات الكبيرة اللي خذيت كانوا في الجبل، ولولا الفشل ما كان النجاح”، هكذا يصف الدكتور هشام تيفلاتي مسيرته الطويلة في مجال التعليم والبحث، وتحوله في ظرف ثلاثين سنة من شاب طموحه الوحيد إلجاد عمل بسيط، إلى أستاذ في جامعة “بشوبس” في كندا ودكتور له عشرات الأبحاث المنشورة على مواقع ومجلات علمية، ومشاركات في العديد من الندوات.

الطفولة والخياطة وحلم العمل

يقول هشام تيفلاتي مسترجعا ذكريات من طفولته: “كنت باغي غير خدمة كيفما كانت، كبرت فالقنيطرة وسط أسرة فيها 7 أفراد، الواليد كان عامل والأم ربة بيت وبزوج أميين، وكان ضروري نخدم، في سن 13 عام بديت مع خياط، وهاد الشي خلا المستوى الدراسي ديالي يكون متوسط حيث عقلي كان عامر بالخدمة، شديت الباك بمقبول، ودرت مركز تكوين المعلمين، ودوزت فيه عامين وتخرجت معلم للسلك الابتدائي، وصيفطوني لقرية فنواحي ورزازات”.

 

العقارب والجبال والإنجليزية

“أغلب قراراتي خديتها فالجبل، ولولا صعوبة الحياة فالقرية ما كانت تطيح عليا حتى فكرة”، هكذا يلخص الدكتور هشام 4 سنوات قضاها في ورزازات وتاونات، حيث لم يكن يملك هاتفا ولا تلفازا ولا ما يمكن أن يملأ به أوقات الفراغ.

وعن هذه الفترة، يضيف الدكتور، “كل ليلة كنسول راسي، حيث ما عندي لا تلفاز ولا تلفون ولا إنترنت، ما عندي والو، غير الجبال والعقارب، وتما بديت كنسول راسي واش صافي آ هشام هاكا غادي تبقى ديما؟ واش عمرك كامل غادي دوزو بين القرى؟ كانت الصراحة الأمور صعيبة، وتما مشيت دفعت لكلية الشريعة وخذيت الإجازة طمعا فديك 1500 درهم اللي كيزيدو”.

 

 

ولكن النقطة الأهم، يسترسل هشام، “هي كنت كنشري الكتب وكنقرا اللغة الإنجليزية، وحاجة أخرى كانت مهمة كنت علمي فالباك، وفالأيام اللي كنت فالتعليم كنت كنشري الكتب ديال الأدباء وبديت كنقراهم كل شهر كنشري 5 أو 6، داك الشي رفع المعنويات ديالي واستفدت منو بزاف، وعوضني على ما فاتني”.

مفتاح الإنجليزية والهجرة إلى أمريكا

ويرى الدكتور هشام أنه كان محظوظا بتعلمه اللغة الإنجليزية، التي آمن بأنها ستكون سر نجاحه، وعند حصوله على شهادة “توفل” أي إتقان اللغة الإنجليزية، قرر ابن مدينة القنيطرة البحث عن طريقة للاتمام السفر إلى الخارج.

 

 

كانت جميع المحاولات صعبة وتتطلب تكاليف باهضة وهشام لم يكن يملك الكثير من المال، ومن حسن حظه كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسمح للطلبة بالقدوم في حالة الحصول على كفيل يشهد بتوفرهم على مبالغ مالية.

الماستر والتدريس والدكتوراة والأبحاث

وبعد ذهابه إلى الولايات المتحدة الأمريكية درس تيفلاتي علوم التربية، وبعد سنتين حصل على ماجيستير في علم النفس التربوي، وعمل كأستاذ في السلك الثانوي، ثم قرر إتمام مشواره الأكاديمي والحصول على الدكتوراه، ما دفعه إلى الانتقال إلى كندا ودراسة سوسيولوجيا الأديان.

وفتحت شهادة الدكتوراة أمام هشام العديد من الأبواب، حيث اشتغل على قضايا التطرف والراديكالية منذ 2014، وله العديد من المؤلفات مثل “الوجهة: داعش.. ما الذي يدفعهم للانخراط؟” و”دور المؤسسات الإسلامية في التطرف السلوكي” و”كيفية التعامل مع العائدين من سوريا”، إضافة إلى مقالات منشورة على مواقع ومجلات علمية، والعديد من المشاركات في محاضرات وندوات حول العالم.

 

 

المشاكل والفشل

ورد هشام تيفلاتي عن سؤال حول المشاكل التي واجهها خلال مسيرته، بالقول: “المشاكل دائما كاينة، يكفي نقوليك أنني فكل حاجة درتها فشلت زوج مرات أو أكثر عاد كنتقبل، الدكتوراة والماجستير والفيزا هاد الشي كلو ما جاش من أول طلب، ولكن كانت عندي قاعدة ضد الفشل، بحال الملاكم فاش كيطيح كيستغل ديك 10 ثواني اللي عاطيه القانون عاد كينوض حيث يلا ناض مزروب غادي يدوخ، وداك الشي اللي كنت كندير، كنعطي لراسي الوقت”.

 

 

أما الصعوبات، يضيف هشام “فيكفكي أنني نقوليكم فالوقت اللي كنت كنقرا يعني فالسنوات الأولى فميريكان كنت كنخدم ونقرا، وما كنخرج ما كندور، غير القراية والخدمة”.