إعداد:جواد الطاهري
شروط استفزازية ثلاثة تضعها الجزائر لفتح الحدود بينها وبين المغرب، والديبلوماسية المغربية جاوبات بالقاصح.كيفاش؟ يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، أجاب فأقنع، أمس الخميس (26 يونيو)، لما حل ضيفا على نشرة الأخبار في القناة الثانية، بخصوص الشروط الثلاثة التي وضعتها الجزائر لفتح الحدود مع المغرب. الوزير قال إن هذه الشروط الثلاثة تشكل مقاربة خطيرة وغير مقبولة تؤدي بنا إلى منطق متقادم وقراءة متجاوزة جدا، تذكر بثقافة وردود فعل الحرب الباردة، وأنه لا يحق لأحد رهن مصير منطقة وشعبين شقيقين.
الشرط الأول: ايقاف ما اعتبرته حملة التشويه التي تشنها وسائل الإعلام المغربية. الرد المغربي: العمراني يقول، على عكس ذلك، المغرب كلما دعا يوما إلى بناء علاقة قوية مع الجزائر، إلا وكان موضع هجمات عمياء وغير مبررة من قبل الصحافة الجزائرية. وأضاف الوزير أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يعبر المغرب عن انخراطه من أجل تعزيز المغرب الكبير، وانبعاث نظام مغاربي جديد، كما يقترح ذلك الملك محمد السادس.
الشرط الثاني: تشديد المراقبة على تجارة المخدرات والتهريب، خاصة في الجهة الشرقية الجزائر. الرد المغربي: العمراني يؤكد أن المغرب وشبابه هم بالأحرى ضحايا انتشار الأقراص المهلوسة والمخدرات الصلبة التي تدخل بشكل غير قانوني من التراب الجزائري. الوزير تساءل: “لماذا لا تثير الجزائر هذه القضايا أثناء الاتصالات بين مسؤولي البلدين؟ لماذا لم تجب الجزائر بعد عن المقترح المغربي الرسمي بشأن إرساء لجنة مشتركة لمعالجة مجموع هذه القضايا؟ ومنذ متى تتم محاربة التهريب عبر إغلاق الحدود ووقف التعاون الجمركي والأمني؟” الوزير بنبرة حادة قال: “المغرب ليس ملزما بتلقي دروس من أحد”. وأضاف: “أحيل جميع أولئك الذين ينكرون جهود المغرب للاطلاع على تقارير كتابة الدولة الأمريكية والمؤسسات الأممية المختصة (مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة والهيئة الدولية لمراقبة المخدرات) التي أشادت كلها بعمل المغرب في هذا المجال”.
الشرط الثالث: وهنا وقفات البيضة فالطاس، والذي يربط بين قضية الصحراء المغربية ومسار التطبيع بين البلدين. الرد المغربي: العمراني أشار إلى أن الجزائر تضع دعمها لأعداء وحدتنا الترابية فوق أي اعتبار، سواء العلاقة الثنائية أو البناء المغاربي أو حتى بناء فضاء للسلم والازدهار المشترك في المتوسط. وأضاف: “نلاحظ اليوم أن الجزائر تخلف، بصفة أحادية، التزاما تم الاتفاق عليه على أعلى مستوى وتجدد التأكيد عليه مرات عدة، بشأن فصل تدبير ملف الصحراء المغربية عن تطور العلاقات الثنائية”. وزاد قائلا: “الجزائر تتناقض مع نفسها. الأمر يتعلق بخطاب جديد أو بالأحرى بموقف جديد، وأضاف الجزائر مدعوة لتوضيح موقفها”.
