• صحافي جزائري: تصريحات تبون سوقية تؤكد أنه لا يمتلك ثقافة رجل الدولة!
  • مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
عاجل
الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 على الساعة 10:00

التوقيت الصيفي بين ارتباك المواطنين وتبريرات الوزير وتفهم رئيس الحكومة.. ستون دقيقة للإرباك!!

التوقيت الصيفي بين ارتباك المواطنين وتبريرات الوزير وتفهم رئيس الحكومة.. ستون دقيقة للإرباك!!

كثيرون من كانوا ينتظرون بفارغ الصبر صباح أول أمس الأحد (28 أكتوبر)، حتى يعود المغرب إلى التوقيت الرسمي، غرينتيش، بعد انتهاء الفترة المخصصة للتوقيت الصيفي، قبل أن يخيب ظنهم بعد مصادقة مجلس الحكومة، يوم الجمعة الماضي (26 أكتوبر)، بشكل مفاجئ، على مشروع مرسوم يتعلق بالساعة القانونية، حيث تم الإبقاء على التوقيت الصيفي طيلة السنة.

إرباك

وتسبب التغيير المفاجئ الذي طرأ على الهواتف الذكية لعدد كبير من المغاربة، مع العودة التلقائية لهواتفهم إلى توقيت غرينتش، أمس الأحد (28 أكتوبر)، والذي تزامن كذلك مع دخول الإجراء حيز التطبيق، حالة من الارتباك، وخاصة ما ارتبط بمواعيد السفر.

إقرأ أيضا: تأخر عن المواعيد والرحلات برا وجوا وبحرا.. الساعة المربكة!

فلاش باك

علاقة المغاربة بالتوقيت الصيفي ليست وليدة اليوم، بل تمتد منذ إلى سنة 1984، حيث أقرت حكومة محمد كريم العمراني، آنذاك العمل بهذا التوقيت، والذي لم يدم أكثر من 15 شهرا.
وعاد المغرب ليكرر التجربة سنة 1989، غير أن هذه الأخيرة لم تصمد سوى شهرا واحدا، قبل أن يعتمد المغرب هذا التوقيت في سنة 2008 إلى غاية اليوم.

الجدل

وكسابقاتها من التجارب التي اعتمد فيها المغرب التوقيت الصيفي، يثير هذا الإجراء جدلا واسعا، فإلى جانب رواد منصات التواصل الاجتماعي، وانتقاداتهم، عبرت عدد من الفعاليات عن عدم رضاها عن هذه الخطوة.
وفي هذا السياق، أطلق نشطاء على موقع الفايس بوك عريضة لجمع التوقيعات الرافضة لهذا القرار.
وقال الداعون إلى الحملة إنهم يسعون إلى جمع مليون توقيع ضد القرار الحكومي الذي تم اعتماده، حيث وقع مئات الآلاف من المعارضين للإجراء على العريضة.

إقرأ أيضا: احتجاجا على ترسيم الساعة الإضافية.. فايسبوكيون يطلقون حملة لجمع التوقيعات

كما خرجت عدد من المنظمات والفعاليات السياسية والمدنية للتعبير عن رفضها لهذا الإجراء.
وفي سياق ارتباط الإجراء الحكومي بالزمن المدرسي، أبدت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ في المغرب “استغرابها الشديد لهذا القرار الحكومي وتبريراته الواهية واعتباره شكلا من أشكال تأزيم الوضع المدرسي”.
ودعت الفيدرالية الحكومة إلى “التراجع الفوري عن هذا القرار المتسرع والعودة إلى العمل بالتوقيت الطبيعي حفاظا على الاستقرار المادي والمعنوي للأسر وأمن وسلامة بناتها و أبنائها”.

إقرأ أيضا: التوقيت الصيفي.. فيدرالية جمعيات الآباء تنضاف إلى الأصوات الرافضة

ومن جهتها، لم تتفهم منظمة “ماتقيش ولدي” هذا القرار، مؤكدة أن ما يهمها “هو الأطفال المتمدرسين خاصة في العالم القروي، حيث الطفل والطفلة ملزمون بالالتحاق بالدراسة والفصل شتاء، في وقت يعرف الظلمة وصعوبات المسارات خاصة الجبلية”.
وأضافت المنظمة: “وعلى فرض وجود مطاعم مدرسية فتنقل الطفل عسير، وهذا يهم أيضا الوسط الحضري، حيث لا توجد بنيات مدرسية توفر للتلميذ تمدرسا عاديا، ليس هناك مطاعم ، لا وجود لتنقل، هناك فقط أطفال وقرارات حكومية غير مهتمة بالتعليم العمومي”.

إقرأ أيضا: منظمة “ما تقيش ولدي”: الإبقاء على التوقيت الصيفي استهتار بالأرواح وبسلامة أطفالنا

تغيير التوقيت المدرسي

وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أعلنت أنه سيتم، ابتداء من يوم الأربعاء المقبل (7 نونبر)، اعتماد توقيت جديد في جميع المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، وكذا في معاهد التكوين المهني وفي الجامعات.
وأفادت الوزارة، في بلاغ لها، بأن هذا القرار يأتي “حرصا على تكييف الزمن الدراسي وإيقاعات الدراسة مع التوقيت الجديد بما يتوافق مع المصلحة التعليمية والتكوينية”.

وأوضح البلاغ ذاته أن التوقيت الجديد سيكون خلال الفترة الصباحية من الساعة 9 صباحا إلى الساعة الواحدة بعد الزوالا، وفترة ما بعد الزوال فيما تمتد الفترة المسائية من الساعة 2 إلى الساعة 6 مساء.

إقرأ أيضا: رسميا.. تفاصيل التوقيت الجديد للدراسة

المدافعون

وفي مقابل الأصوات الرافضة للإبقاء على التوقيت الصيفي، خرج البعض مدافعا عن هذه الخطوة، كما فعل أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية.
ووصل الأمر بالريسوني حد نعت المعارضين للقرار، بـ”الغوغاء”، قائلا: “هو قرار متحرر من ضغط الغوغائية والرفض الارتجالي، فرغم ارتفاع الصراخ والزعيق والتحريض العبثي ضد هذا القرار، مضت الحكومة في قرارها المدروس علميا ومصلحيا”.

إقرأ أيضا: جدل.. الريسوني والساعة الإضافية والزعيق والغوغائية!

ومن المدافعين عن القرار كذلك، كان الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، الذي رأى في الجدل الدائر حول القرار “نقاشا مغلوطا وغير مبرر”.
وقال لشكر إن الجدل المثار حول هذا الموضوع موجود فقط على تدوينات الفايس بوك، مضيفا أن المغاربة “وفر ليهم غير 100 ألف منصب شغل غيفثقو حتى مع الخمسة دالصباح”.

دراسة

وفي معرض تبريره اتخاذ هذه الخطوة، قال الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، محمد بنعبد القادر، إن قرار الحكومة ترسيم العمل بالتوقيت الصيفي استند إلى دراسة تقييمية لهذا الإجراء بناء على عدد من المؤشرات، مؤكدا أن الدراسة بينت أن إضافة 60 دقيقة إلى توقيت المملكة تمكن من ربح ساعة من الضوء، وهو ما يمكن المواطنين من قضاء أغراضهم في ظروف أفضل، وتقليص مخاطر الذروة في استهلاك الكهرباء التي تتسبب أحيانا في أعطاب.

إقرأ أيضا: بنعبد القادر: إضافة 60 دقيقة ستمكن من ربح ساعة من الضوء!!

تصريح بنعبد القادر، لم يكن مقنعا لكثيرين، وهو ما أكدته مطالبة البعض بنشر الدراسة على الموقع الرسمي للوزارة “لكي يتسنى لنا وللمواطنات والمواطنين الاطلاع عليها”، وفق ما جاء في مراسلة وجهتها جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان إلى الوزير المعني.

إقرأ أيضا: ترسيم الساعة الإضافية.. مُطالبة الحكومة بنشر الدراسة

المطالبة بنتائج الدراسة

من جانبه، دخل عمر الشرقاوي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، في تحد مع الوزير وقد طالبه بأن يعلن في غضون 24 ساعة نتائج الدراسة التي منحها لمكتب دراسات حول الساعة الإضافية.
وبرر الشرقاوي موقفه، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، بالقول: “ببساطة لأنها مازال ما انتهت”.

تفهم

وكعادته، كان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، آخر المعلقين، وقد أبدى أمس الاثنين (29 أكتوبر)، تفهمه لردود الأفعال إزاء القرار.

إقرأ أيضا: العثماني: العثماني: ترسيم الساعة الإضافية جاء متأخرا… ولا مانع من تغيير التوقيت في رمضان!!

وقال العثماني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء إن حكومته “تتابع باهتمام شديد آراء المواطنين”، بخصوص القرار الأخير المعتمد بترسيم التوقيت الصيفي على طول السنة، مشددا على “وعيها الكامل بآثار هذا القرار”.