تهدد حالة الاحتقان المتصاعد في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، بشكل مباشر القيادة الانفصالية، في ظل استمرار موجات التمرد الداعية إلى الإطاحة بالبوليساريو.
وانتشرت طيلة الفترة الماضية صور من داخل مخيمات تندوف، توثق حجم الفوضى و تفضح ادعاء قياديي البوليساريو أن المنطقة تنعم بالاستقرار و الهدوء.
تفكك تنظيمي
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي لحقوق الإنسان، إن حالة الاحتقان التي تشهدها مخيمات تندوف تعود إلى مجموعة من العوامل أهمها التفكك التنظيمي والانقسامات التي عرفها التنظيم الانفصالي نتيجة تراجع الدعاية الانفصالية وقدرتها على التعبئة والتأطير .
وأبرز رئيس المرصد الصحراوي لحقوق الإنسان، أن زيف الدعاية الانفصالية انكشف بعد الهزائم المتتالية التي تلقتها الجزائر والجبهة الانفصالية على المستوى الدبلوماسي والسياسي والميداني منذ تأمين معبر الگرگرات.
نهب المساعدات الإنسانية
وأوضح محمد سالم عبد الفتاح، أن تصاعد وثيرة النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية خاصة مع تراجع الإمدادات بفعل السياق الدولي المرتبط بالحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كوفيد ما ساهم في تأزم الوضع الاجتماعي خاصة وأن قاطني المخيمات يلحظون مراكمة قيادة الميليشيا للثروة والتربح ومحاولة احتكارها بعض الأنشطة غير القانونية من تهريب المساعدات والمحروقات ورعاية عصابات الجريمة المنظمة التي تشتغل بمجالات الاتجار في المخدرات وتهريب البشر.
وسجل الخبير في العلاقات الدولية، أن المحتجزون باتوا يرفضون السطوة عليهم وحرمانهم من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، لافتا إلى تفكك الأجهزة الأمنية للبوليساريو حيث باتت القيادة تعول على العصابات وتحتمي بها.
صراعات قبلية
وأبرز المتحدث ضمن التصريح ذاته، أن الخلفيات القبلية والسياسات العنصرية لقيادة لجبهة الانفصالية انكشفت، الأمر الذي يدفع بقاطني المخيمات إلى الانتظام على أساس نفس الخلفيات القبلية خاصة مع غياب أي شكل من أشكال التأطير السياسي أو المدني علما أنه يتم في مخيمات تندوف مصادرة كافة الحقوق السياسية والمدنية وبالتالي لا يبقى للمحتجزين سوى الانتظام في أشكال احتجاجية ذات طابع قبلي.
وأكد محمد سالم عبد الفتاح، على أن القيادة تستعين بالجماعات المتطرفة والمسلحة المنتشرة على منطقة الساحل من أجل ضبط التوازنات الاجتماعية والقبلية داخل المخيمات نتيجة ضعف أجهزة البوليساريو وتراجع الخطاب الانفصالي خاصة وأن هذه الجماعات المسلحة تعتبر هي الزبون الأول والرئيسي للمساعدات الانسانية المنهوبة والمحروقات وحتى السلاح.
