• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 03 يوليو 2023 على الساعة 11:30

“الإبداع” في كرنفال “بوجلود”.. غيوصلو للعالمية ولّا غيدخلو فالحيط؟ (صور)

“الإبداع” في كرنفال “بوجلود”.. غيوصلو للعالمية ولّا غيدخلو فالحيط؟ (صور)

أثارت مظاهر الاحتفال بكرنفال “بوجلود” أو “بيلماون” كما يصطلح عليه بالأمازيغية، سجالا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفرق أهل المنصات الافتراضية بين مؤيد للإبداع في أزياء المهرجان، ومعارض للانسلاخ عن الهوية البصرية الأصلية لزي بيلماون.

واعتاد المتابع لاحتفالات “بيلماون” في منطقة سوس، على مشاهدة شباب يرتدون جلود الماعز والأغنام ويضعون على رؤوسهم قرون الأضاحي في محاولة لمحاكاة شخصية “بوجلود” الأمازيغية، غير أن المشهد اختلف خلال السنوات الأخيرة وتطورت الأزياء في الكرنفال الفولكلوري بمعايير عالية تُذَكِر بشخصيات الوحوش الأسطورية في أفلام هوليوود.

حقيقة “بيلماون”
وفي تدوينة على حسابه على موقع “فايس بوك”، قال الحسين بويعقوبي، الناشط الأمازيغي، وأستاذ الانثروبولوجيا بجامعة ابن زهر في أكادير، إنه “وكما هو الحال في كل عيد الأضحى بمنطقة سوس، يعود النقاش من جديد حول عادة “بيلماون”، بين مؤيد ومعارض، وبين مؤيد بشروط، ومعارض جملة وتفصيلا، ولكل فصيل حججه سواء للدفاع عن هذا الموروث أو رفضه”.


وأبرز أستاذ الأنثروبولوجيا، أن “من النقاط التي تعود للنقاش، تلك التي يدعي فيها البعض تملكه للصورة الحقيقية التي يجب أن يظهر عليها “بيلماون”، ويعتبرونها الصورة “الأصيلة” التي لا يجب أن يخرج عنها”.
وتابع بويعقوبي، في السياق ذاته: “هي في الحقيقة لا تعدوا أن تكون تلك الصورة التي وجد عليها هذا الموروث خلال فترة شبابه، ولم ينتبه لكونها بنفسها تعكس فقط سياقها التاريخي والإمكانيات المتوفرة آنذاك، وهي بطبعها بسيطة ومحلية، و تقل فيها المؤثرات الخارجية، لمحدودية الإتصال بما يقع في العالم”.

بوجلود عبر الزمن 

ولفت الباحث الأمازيغي إلى أن “الأدوار التي كان يلعبها “بيلماون” في كل سياق مرتبطة بالسياق نفسه، لكن لا أحد كلف نفسه البحث عن طريقة ممارسة “بيلماون” قبل سنوات الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات التي يعتبرها البعض مرجعه في تحديد هوية “بيلماون” المطلوبة اليوم. فلو عاد جيل القرن التاسع عشر، لوجد أن “بيلماون” أواسط القرن العشرين قد تغير كثيرا”.
ومبرر هذا القول، حسب المتحدث ذاته، هو ما نسمعه اليوم من خطابات تسعى لمنع “بيلماون” من أن يظهر اليوم وعليه تأثيرات سياق بداية القرن الواحد والعشرين، حيث يتوفر الشباب على إمكانات إبداعية أكبر، ويعيشون سياق العولمة سمح لهم بمشاهدة كرنفالات عالمية، وتأثروا بها، كما تأثر إزنزارن بألحان الأفلام الهندية من سينما كوليزي، وأصبحت اليوم جزءا من هويتنا، بعدما رفضهم في البداية جيل الروايس”.


شرعية الإبداع
ويرى بويعقوبي، أن “تتبع تطور الكرنفالات العالمية يسمح لنا بفهم ما يقع اليوم في “بيلماون”، ويفضي الشرعية على كل الإبداعات الشبابية وكل الخطابات التي تحملها، لأن الكرنفال خلق ليعطي للمجتمعات فضاء حرا للخروج عن المألوف، وكسر القواعد، وإنتاج خطابات نقدية للمجتمع تساير كل سياق. وككل الكرنفالات العالمية، التي كانت في البداية خاصة بالذكور، بدأت الفتيات أيضا تلجن ممارسة “بيلماون”، كما ولجن فضاءات أخرى كانت في البداية حكرا على الرجال”.
وخلص الناشط الأمازيغي، إلى التأكيد على أن “موروث بيلماون نتاج مجتمعي ويتأثر بتطوره، ويعكس الموضوعات المطروحة في كل سياق، ولا يمكن أن تفرض عليه هوية معينة يعتقد البعض أنها “صورته” المثالية”.