• صحافي جزائري: تصريحات تبون سوقية تؤكد أنه لا يمتلك ثقافة رجل الدولة!
  • مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
عاجل
الأربعاء 10 مايو 2023 على الساعة 21:30

الأول من نوعه في الدار البيضاء.. مختبر أكاديمي يدرس مبادئ الحوار بين الأديان وتحالف الحضارات (فيديو)

الأول من نوعه في الدار البيضاء.. مختبر أكاديمي يدرس مبادئ الحوار بين الأديان وتحالف الحضارات (فيديو)

استهل مختبر للفكر الإسلامي والترجمة، تجربته العلمية بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في الدار البيضاء، ليعالج قضايا تحالف الحضارات، والتواصل الفكري والعلوم والثقافات وحوار الأديان، وللتأكيد على أهمية المشترك الإنساني وقيم التسامح.

مصطفى الصمدي أستاذ الفقه والتشريع في كلية الأداب والعلوم الإنسانية بنمسيك جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية في الكلية، قال في حوار مع موقع كيفاش: “إن هذا المختبر الأكاديمي هو الأول من نوعه على مستوى جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، حيث يطرح مواضيع راهنية وهي من ضرورات الواقع”.

جسر للتواصل مع باقي الثقافات

وعن الندوة التي نظمها المختبر الأكاديمي في الكلية أخيرا، قال الدكتور الصمدي إنها ليست وليدة اليوم، بل هي استمرارٌ لمسيرة علمية ترسم الخط الفكري الذي يشتغل عليه المختبر، في مدّ جسور المعرفة والتواصل مع ثقافات أخرى وأمم أخرى وحضارات أخرى وأنساق فكرية مختلفة، وسياقات معرفية متباينة.

واستطرد الدكتور الصمدي: ” وضعنا لهذه الندوة عُنوانًا، ونأمل في أن يكون جامعًا، مُفيدا، وهو مبنيّ على تصور أكاديمي نشتغل عليه منذ مدة، يتعلق بقضايا المصطلح، بين التأويل والتوظيف والترجمة”. وتابع: “إنه في غياب التواصل الجيد، وحينما لا يكون الفهم جيدا مع الآخر، حينها تسود الصور النمطية، وتأتي المشكلات وينغمر العالم في الفوضى وفي التصورات الخاطئة عن الآخر، وهي الصور النمطية التي أضحينا نراها في وسائل الإعلام والاتصال”.

مختبر يجمع تخصصات مختلفة

واسترسل المتحدث، “لذلك آلينا على أنفسنا نحن في المختبر، رفقة ثلة من الأساتذة من تخصصات مختلفة، نجمع فيه محاور ثلاثة وهي الفكر الإسلامي في الدراسات الفرنسية، الفكر الإسلامي في الدراسات الإنجليزية، ثم قضايا الفكر الإسلامي المعاصر، ويجتمع في هذا المختبر أساتذة متخصصون من فكر إسلامي ولغة إنجليزية ولغة فرنسية ولسانيات وحضارة وثقافات أخرى…كلهم يجتمعون من أجل أن ندرس مثل هذه المواضيع متعددة الروافد ومتعددة الرؤى والمقاربات المختلفة”.

الترجمة تصدير للأفكار

وعن مستهل تجارب المختبر، أفاد أستاذ الفقه والتشريع في كلية الأداب والعلوم الإنسانية بنمسيك جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، “بدأنا بندوة أولية كان لها صدى طيب وهي ندوة الثقافة والترجمة والمشترك الإنساني”، مضيفا، “نحن نشتغل على توظيف المشترك الإنساني في الثقافات والأديان والمعتقدات، وعلى الحق في الاختلاف، وعلى مبادئ الحوار، ولا يكون ذلك إلا بتوظيف مهارات في الاتصال والتواصل”.

وأتت الندوة الثانية للمختبر، يقول الصمدي:”وضعنا لها عنوان الخطاب القرآني وتحديات الترجمة بلغات مختلفة، فكانت مقاربة نوعية فيها معالجة أكاديمية متميزة نالت إعجاب الجميع، وحضرها أساتذة من الدراسات الإسلامية والدراسات الإنجليزية والدراسات الفرنسية والدراسات الإسبانية، وحضرها أجانب من دول أخرى وأثمرت كتابا رائعا، الآن له صدى طيب، ويطلب في المراكز العلمية لأجل أن يترجم إلى لغات أخرى” ..

خطورة التأويل وفق الهوى

ومشاكل كثيرة سببها الفهم الخاطئ للمصطلح، يقول الأستاذ والباحث، فقد يكون التأويل وفق الهوى أو وفق الاتجاه أو وفق الإديولوجيا أو إملاءاتٍ خاصة وذاتية بعيدة عن الموضوعية، مضيفا: “نجد أننا أمام تأويل يُخرج النص عن معناه الحقيقي، ويسقطنا في توظيف المصطلح توظيفا لا يليق، ثم أيضا ننتقل من المحلية إلى العالمية عن طريق توظيف تلكم المفاهيم الخاطئة، فتوظف كذلك على سبيل التصدير، المفاهيم بواسطة الترجمة، التي كانت ولا تزال أداة للتواصل بين الشعوب..

مكامن الداء

وقال الدكتور الصمدي: “حاولنا من خلال أوراق هذا المؤتمر، أن نضع اليد على مكامن الداء، ونضع العِهن موضع الداء كل من تخصصه لأجل أن ندرس هذا الموضوع (موضوع المصطلح دراسة أكاديمية علمية )،حتى يكون له آثاره الطيبة في فهم قضاياه، وفي التعامل مع النص تعاملاً منهجيا علميا دقيقا، حتى نتفادى كثيرا من المزالق في هذا الباب”.

منصة محمد السادس


تشتغل عدد من المختبرات، باتساق مع المنصات العلمية الأخرى التي تهدف إلى إزالة التشويش والتحريف والشبهات التي تثار، من هنا وهناك ومن حين لآخر، تطالعنا شبهات ومفاهيم خاطئة، تشوش على الفكر الإسلامي الصحيح، وعلى المنهج السليم في التعامل مع الثرات أخذا وعطاءً وتوظيفا، واستثمارا وفهما، وإيصالا وإفهاما وتدقيقاً”

فهناك منصة محمد السادس للتعامل مع الحديث النبوي، ومنذ أشهر، عُقدت كذلك ندوة دولية بشراكة مع الأمم المتحدة حول تحالف الحضارات وتحالف الثقافات وتخللته رسالة ملكية مشرفة في هذا الباب داعية إلى ضرورة إحلال التفاهم محل كثيرٍ من الرؤى المغلوطة، لأننا لا يمكن أن نمشي في هاته الحياة بتوازن إلا إذا دبرنا فن العيش المشترك وأعطينا للآخر الحق في الاختلاف وتعرفنا على بعضنا البعض، وسعينا إلى الاشتغال على المشترك الإنساني لتطوير هذا الاتصال الذي يخدم الحضارات في تنوعها وفيفسائها.