اعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الأوصاف والاتهامات التي تضمنتها كلمة عبد الإله ابن كيران في حق جريدة الأحداث المغربية، “دعوة صريحة للكراهية والعنف والترهيب”، معلنة تضامنها الكامل وغير المشروط مع الزملاء والزميلات في الجريدة.
تصرف لا يليق بمسؤول سياسي
أعربت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في بلاغ توصل به موقع “كيفاش”، عن استغرابها من تهجم عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، على جريدة “الأحداث المغربية”، مبرزة أن “العرض السياسي الذي ألقاه ابن كيران، أمام دورة المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية نهاية الأسبوع الماضي، تضمن عبارات حاطة من كرامة الصحافيين والصحافيات ومجموع العاملين في جريدة الأحداث المغربية”.
وشددت الهيئة النقابية، على أن “ما أقدم عليه ابن كيران يعد تصرفا لا يليق بمسؤول سياسي، تحمل مسؤوليات كبيرة، كان يفترض فيه أن يقدم القدوة والنموذج، فيما يتعلق بتعامل الطبقة السياسية مع وسائل الإعلام”.
ولفتت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إلى أن “جملة الأوصاف والاتهامات التي تضمنتها كلمة عبد الإله ابن كيران في حق الزملاء والزميلات في جريدة الأحداث المغربية تكتسي خطورة بالغة، فإنها تثير الانتباه إلى مزالق مثل هذا الخطاب التحريضي باعتباره دعوة صريحة للكراهية والعنف والترهيب”.
وسجلت النقابة، حسب المصدر ذاته، باستياء تنامي ظاهرة استهداف الصحافيين والصحافيات من طرف بعض الفاعلين السياسيين، وتطالب بالكف عن هذا السلوك المشين، إذ من حق وسائل الإعلام ممارسة دورها في إطار احترام كامل للقوانين ولميثاق أخلاقيات المهنة، كما أنه من حق أي شخص اعتبر أنه طاله ضرر من عمل صحافي ما أن يسلك المساطر القانونية التي يقدرها مناسبة لإعادة الاعتبار إليه وحفظ حقوقه التي قد يكون طالها ضرر ما.
هذا وخلص بلاغ النقابة إلى إعلان هذه الأخيرة، عن “تضامنها الكامل وغير المشروط مع الزملاء والزميلات في جريدة الأحداث المغربية، وتعبر عن مساندتها الكاملة لكل خطوة يقدمون عليها من أجل رد الاعتبار”.
قذف وشكاية
وكان ابن كيران، قد قذف جريدة الأحداث المغربية، خلال المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أمس السبت (19 فبراير)، متهما إياها بأنها جريدة “صهيونية”، قائلا بالحرف “أيها المتصهينون…انتوما جهة مدسوسة.. مواقفكم كلها ضد المبادئ والأخلاق والقيم”. ولأن مسؤولي الجريدة، يؤمنون بالقانون و المؤسسات، فقد فضلوا سلك السبل القانونية، بدل الخيار السهل المتمثل في الرد على ابن كيران.
ورفعت جريدة الأحداث المغربية، شكاية في الموضوع ضد ابن كيران إلى المجلس الوطني للصحافة، حيث أفاد بلاغ الجريدة أن هذه الخطوة “لا تنطلق أبدا من سوء نية، أو رغبة في الإيذاء، وعلى العكس من ذلك تماما، عبّرنا عما يكفي من حسن النية، والاستعداد لطي حالات سوء الفهم بالحوار والنقاش”.
وأضاف البلاغ “ومع ذلك لم تتوقف مساعي قتلنا رمزيا، لكن إيماننا برسالتنا الإعلامية، وبقناعاتنا الوطنية والديمقراطية، كان دائما زادنا في الصمود والاستمرار… غير أن الأمور اليوم وصلت منحدرا خطيرا عنوانه العريض عدم الاكتفاء بقتلنا رمزيا، بعد أن تم الانتقال في تطور مفاجئ إلى التحريض عمليا على قتلنا ماديا”.
