لا أكتب هنا قصد تقديم العزاء فحسب، ولا أقصد أن أكتب عن الرحيل، فأكثر ما أكره هو أن أتحدث عن الموت، أو أن أقدم العزاء إلى أي كان في أي كان، أو أن أحضر مراسيم الفراق كيفما كانت. أكتب فقط حتى أعبر عن استغرابي للاستهزاء التي قوبل به خبر منح خالد عليوة فرصة حضور جنازة والدته.
المفروض أنه في مثل هذه اللحظات الإنسانية نترك جانبا الخلافات السياسية والحسابات القانونية العقيمة احتراما لشعور إنساني رهيب. غير أن البعض لا يرى مانعا في أن يزيد الجرح جرحا، ويستخف بخطوة تحكمها الإنسانية أكثر من أي عامل آخر.
في الموت لا مكان للسياسة، فقليلا من الرحمة يا أهل الرحمة… اتركوا للرجل الحق في الحزن… اتركوا له الحق في أن يودع أمه… ارتكوا له الحق في الحداد… اتركوا له الحق في أن يكون إنسانا… أما الحساب فوقته آت لا ريب فيه.