عبد الكبير توري-صحفي متدرب
مع حلول شهر رمضان، تتغير إيقاعات الحياة اليومية، لكن هذه التغيرات لا تقتصر على العادات الغذائية أو مواعيد النوم، بل تمتد أيضًا إلى السلوك والمزاج. كثيرون يلاحظون ازدياد التوتر وسرعة الانفعال لدى البعض خلال ساعات الصيام، في ظاهرة تُعرف شعبيًا بـ”الترمضينة”. فهل يعود هذا الأمر فقط إلى الجوع والعطش، أم أن هناك أسبابًا أعمق، نفسية وفسيولوجية، تؤثر على هذه الحالة؟
في هذا السياق، توضح الأخصائية النفسية مريم الرايسي، في تصريح لموقع كيفاش، أن هذه التغيرات السلوكية ليست ناتجة عن الصيام بحد ذاته، بل عن أنماط الحياة غير المتوازنة التي يعتمدها البعض خلال الشهر الفضيل.
وقالت المتحدثة نفسها إن “السبب الرئيسي غالبًا ما يكون السهر لساعة متأخرة والتغيير في نمط الاستهلاك الغذائي. فقلة النوم أو النوم المتقطع، إلى جانب ارتفاع استهلاك السكريات، تؤثر بشكل واضح على المزاج والسلوك، مما قد يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للتوتر والانفعال. وهذا يفسر مظاهر العنف اللفظي وأحيانًا الجسدي التي نراها في الشارع أو أماكن العمل”.
وتؤكد مريم الرايسي أن رمضان بريء من هذه السلوكيات، بل على العكس، هو فرصة لمراجعة الذات والتحكم في التصرفات، بدل تبريرها بالصيام. وتشدد على أن الترمضينة ليست ظاهرة حتمية، بل يمكن تجنبها عبر تبني عادات صحية تساعد على التكيف مع إيقاع الشهر بطريقة أكثر توازناً، سواء من خلال تنظيم النوم أو تحسين النظام الغذائي، مما ينعكس إيجابًا على الحالة النفسية والسلوكية للأفراد.