• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 01 نوفمبر 2013 على الساعة 18:11

آسفون على الإزعاج!

آسفون على الإزعاج! لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]

اعتبرت الجزائر سحب المغرب لسفيره “تصعيدا مؤسفا بمبررات زائفة”، وهو رد فعل كان متوقعا من بلد لم يتحل يوما بالشجاعة لتحمل مسؤوليته، وظل باستمرار ينفي أي علاقة له بملف الصحراء رغم أنه المحرك الأول والأخير له، والجهة الوحيدة المصرة على إدامة هذا النزاع المفتعل.

ومادام الأصدقاء في الجزائر، وقد أسميناها في قت قبل الوقت “الشقيقة” التي تسبب لنا كل أنواع صداع الرأس، قد اختاروا هذا النوع من التبرير، فنعترف لهم في العبقرية في الهروب، ولنقل لهم إن الأسف الذي تلفعوا به هاته المرة أيضا هو أسف مشترك بالفعل.

نحن أيضا آسفون أيها الأشقاء، لكننا لسنا آسفين لنفس الأسباب التي أتى بها أسفكم الكاذب. نحن آسفون لأسباب أخرى لا علاقة لها بالموضوع إطلاقا نجملها لكم في التالي:

نحن آسفون أولا على الموقع الجغرافي: كنا نتمنى أن تباعد بيننا بلدتان أو ثلاث وفي حالة أكثر تشاؤما كنا نتمنى أن تكونوا في قارة وأن نكون نحن في قارة ثانية، وأن نلتقي مرة في الحياة كلها في كأس العالم، علما أننا لم نعد نتأهل إليها، أو في مؤتمر الأمم المتحدة. أن نتبادل حينها نظرات الوقار عن بعد، أن تتساءلوا عن جنسنا وأن نتساءل عن جنسكم، وأن ننسى بعضنا فور الخروج.

نحن آسفون أيضا على الموقع التاريخي: لو توفرت لدينا آلة العودة في الزمن لعدنا إلى بدايات البدايات، ولعرفنا مع من نصنع توافقاتنا للمنطقة في المستقبلين القريب والبعيد، ولأعدنا النظر في كثير القرارات كنا حينها سنفاوض من أجل مغربنا الأقصى استقلاله، لا من أجل المغرب الكبير، وكنا سنمنع حرب الرمال من الوقوع، وكنا سنمنع الجبهة من الإنشاء، وكنا سنمنعكم من طرد المغاربة يوما من دياركم، وكنا سنتفادى كثير الأمور التي أوصلتكم إلى ما أنتم عليه اليوم.

ثم نحن آسفون على الموقع السياسي: حين كنتم تحملون الصراع في وجه بعضكم البعض بعد الاستقلال وتعلنونها غنيمة لابد من الذبح من أجل الفوز بها كان ضروريا أن نكون نفعيين، براغماتيين، أناسا يضعون مصلحتهم الشخصية هي الأولى ويقدمونها على بقية الأشياء. كان ضروريا ليدنا أن تمتد إلى دواخلكم وأن نشتغل العمر كله على إدامة فرقتكم من أجل أن نسود نحن, لكننا اخترنا العكس، وصنعنا لكم محرابا التقيتم فيه وتصالحتم لكي تتفقوا علينا فيما بعد. لكن لا بأس ها نحن نأسف اليوم ونعلنها واضحة لكم. لن نكررها مرة أخرى.

وطبعا نحن آسفون على القلب الذي ينبض بهوى تمغربيت الكبرى، تلك التي تجمع القبايلي والأمازيغي بالعروبي والفاسي والرباطي والوهراني والتلمساني وولد العاصمة وبقية الأنحاء. نحن في هاته النقطة أغبياء، عاطفيون، نعتقد أنكم تشبهوننا كثيرا، وأننا نشبهم كثيرا، لذلك ستحسون بنقطة الضعف هاته مستمرة فينا مهما فعلنا. سنواصل حب الشعب هناك، وسنواصل العتب على الحكام، ولن نصل يوما إلى كرههم إلا حين نعرف وبالملموس أنهم يعطون المال والسلاح لأعدائنا من أجل ضرب وحدتنا.

فيما عدا ذلك، سنبقى على السجية الأولى, غير قادرين إلا على الحب، عاجزين فعلا عن مبادلتكم الحقد بحقد يشبهه.

عذرا نحن لا نعرف الحقد، ولا نتقنه. نتركه للصغار من أمثال من يحكمونكم لكي يجعلوه برنامجا سياسيا يحكمون به ويطيلون عبره أمد كل الانتكاسات التي تحياها الخضراء على أيديهم.

لا ذنب للشعب هناك، ولا جرم له إلا أنه ولد في المكان الخطأ مع القوم الخطأ: المتنفذون الذين اعتقدوا أن فرنسا أعادت لهم الجزائر لكي يواصلوا استعمارها، لا لكي يعيدوها إلى شعبها أولئك هم المشكلة. والمتسلطون ممن استولوا على ثروة وثورة شعب كان يحق به أن يعيش ملكا في المنطقة، وأن يوع على الأقرباء كل الهبات، فإذا به يصدر للعالم شبابا يسمون أنفسهم “الحيطيست”، يقفون قرب الجدران يوميا ويحمونها لئلا تنهار عليهم لأنهم لا يجدون شيئا يفعلونه.

هل نواصل تعداد علامات الأسف؟ هل نقول لكم إن علاقتنا بكم مؤسفة من الأول حتى الختام، وأنكم أردتموها تراكما من الخيبات المؤسفة، ومن التوترات التافهة تفاهة من يتحكمون في الجزائر الرسمية اليوم.

وطبعا لن ننسى أن نقولها لكم مرة أخرى: نحن آسفون لأننا نشكل لكم العقدة الشهيرة “عقدة المروك”. لا نعرف حقيقة كيف نخلصكم منها، ولا نستطيع لكم منها شفاءا، ولا نتمناه للحاقدين من رسمييكم. نفضل أن تبقى علامة ودلالة على أننا في الطريق السليم، وعلى أن الحاكمين لديكم ملزمون المرة بعد الأخرى باستعداء المغرب من أجل البقاء في المناصب التي لا يستحقونها إلى أن تنفرج هاته الغمة يوما، وتعود الجزائر إلى شعبها أولا, ثم إلى مغربها الكبير ثانيا.

ولن يتأخر هذا الأمر بكل تأكيد.