• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأربعاء 24 يوليو 2013 على الساعة 11:21

L’idiot_visuel

L’idiot_visuel لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]

معذرة على كتابة عنوان العمود اليوم بالفرنسية، لكنها الضرورة التي تفرضها الرغبة في التفاه، ولعبة الكلمات حين تحول “لوديوفيزييل” إلى “ليديوفيزييل” مثلما نرى على شاشتنا اليوم.

ما هو تصور التلفزيون المغربي (بإداراته، وبشركات إنتاجه، وبعامليه، وتقنييه، وممثليه وممثلاته وكل من يتعاون من أجل الوصول إلينا بمنتوج رمضان التلفزي) للمشاهد المواطن المغربي؟

لا نريد أن نجرح شعورنا بأنفسنا، لكنهم يعتقدون أننا بلهاء. وأيم الله، ورب الكعبة، “وحق من لاقانا فهاد الشهر بلا نوية”. هم يتصوروننا شعبا من الحمقى، من الممكن أن تقذف في وجهه بأي شيء، وسيتلقفه منك وهو فرح، بل وسيعيده إليك لكي تعيد رميه مجددا تماما مثلما يقع لأي جرو لطيف مع كرة تنس ضائعة بين صاحبه الذي يلقي بها كل مرة لكي يرى قدرة كلبه على الفهم والتوقف عن “سيزيفية” المحاولة كل مرة.

علينا أن نقبل التصور والفكرة والأمر، وبعد تقبله علينا أن نتعامل على أساسه. حين تتوجه بالحديث إلى شخص “شوية لاباس”، تضع في وعيك، بعد أن تدعو له بالشفاء وتحمد ربك على أنه عافاك مما ابتلاه به، أن تعامله وفق “ديك الشوية لاباس”. تقرر حينها أن يكون كلامك مبسطا، بل وأكثر من المبسط لكي يصل، وتتفادى الأفكار الكبرى والعميقة، وتسعى إذا كنت تريد إضحاكه إلى الدرجة الأولى البدائية من الإضحاك، كأن “تهره” أو تقلد له أصوات الحيوانات أو تقوم بتغير في ملامح وجهك.

ذلك بالتحديد مايفعله معنا كتبة التلفزيون: هم مؤمنون أننا “شوية لاباس”، لذلك يسيرون سير ضعفائهم، ويقدمون لنا دراما “على قد فهمنا وإدراكنا”، والمفروض أن نضحك وأن نشكرهم، لكننا لا نفعل. لماذا؟

لأننا غير مقتنعين بوجهة نظر أهل التلفزيون فينا. نحن نتصور أنفسنا عقلاء، راشدين، قادرين على مشاهدة أعمال من مختلف الأصناف (سياسية وثقافية وفكرية ودينية ورياضية وكوميدية واجتماعية) تحترم وعينا وهذا الإدراك، علما أن الأمر غير صحيح. نحن قوم من الممكن أن نستلقي على ظهورنا ضحكا عندما نرى أحمد بدير محاطا بالأقزام في مصعد، ونحن أناس من المفروض أن يغمى علينا ضحكا بعد أن نشاهد شيرين وهي تتعرض لحجز على فيلا ليست في ملكيتها.

نحن أيضا الشعب الذي يفترض فيه تلفزيونه_من باب حسن الظن فينا ليس إلا_ أن نفرح ونخرج في مظاهرات جماعية للتعبير عن هذا السرور، بعد أن نرى حلقات “راس المحاين”، علما أن العنوان دال فعلا، وهو يشير إلينا دون أن ندري. ونحن الربع الذي عليه أن يقبل يديه “وش وظهر” كل شهر رمضان من كل سنة بعد أن يكتشف أن مايتم إعداده له من برامج يساو وعيه الجماعي، ويساوي أساسا تصور أهل هذا التلفزيون لنا جميعا.

لذلك لا اعتراض، ولابد من تغيير كلمة “السمعي البصري” مثلما عرفها العالم بأسره إلى “البليد البصري” مثلما اخترعه المغرب وتلفزيونه لسنوات وسنوات.

ذلك أن المسألة ليست مسألة هاته السنة أو السنة التي سبقتها، أو العشرية التي أنهيناها، أو ماسلف قبل كل هذا من عقود. المسألة نتاج تفكير حقيقي في نوعية المنتوج الذي ينبغي أن يقدم لنا، وكم تروقني تلك الكلمة التي أسمعها على لسان أكثر من مسؤول في هذا القطاع حين يقولها وكله إيمان واقتناع: “واش عرفتي المغاربة شنو كيضحكهم؟ غير تعروبيت وداك الشي الساهل، ماعندهومش مع العقد”.

تحمد الله حينها وتتصور أن المغاربة الذيين يشاهدون المنتوج الأجنبي ويضحكون منه وله وبه، ليسوا مغاربة بالقدر الكامل. وتتخيل أن من يتابعون كل جمعة برنامج باسم يوسف على “سي بي سي” المصرية رغم أن لا علاقة له بواقعنا هم أناس آتون من كوكب ثان. ثماما مثل المغاربة الذين يتابعون السلسلات الأمريكية والغربية الجديدة، أو المغاربة الذي يقرصنون آخر الإنتاجات السينمائية العالمية، أو المغاربة الذي يتابعون قنوات الفرنسيين، أو المغاربة الذين يذهبون للبحث عن الدين في “إقرأ” وغيرها، أو المغربيات اللائي يتابعن المسلسل المصري والخليجي والسوري، أو المغاربة الذين يغزون المقاهي أيام السبت والأحد من أجل مباريات الجزيرة الرياضية، أو المغاربة الصغار الذين يتابعون “سبي ستون”، و”براعم” و”طيور الجنة”، أو بقية المغاربة.

وحدهم المسؤولون عن الضحالة التي نراها على شاشتنا في شهر الصيام بشكل مكثف، وفي بقية أشهر السنة بشكل أخف، يعرفون المغاربة الحقيقيين، ويتوجهون إليهم: مغاربة بتأخر عقلي واضحي، وبتخلف ذهني أوضح، وبمشاكل عصية على الوصف في كل جيناتهم. وإلا كيف نسمي هذا المنتوج الذي يوجه إلينا دون رفة جفن خجل أو خوف أو حياء؟