• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 11 فبراير 2021 على الساعة 10:00

ولد كلميم وقرا علم المناعة ففرنسا وخدام فمريكان.. بروفيسور مغربي يطور لقاحا للقضاء على جميع سلالات كورونا (فيديو)

ولد كلميم وقرا علم المناعة ففرنسا وخدام فمريكان.. بروفيسور مغربي يطور لقاحا للقضاء على جميع سلالات كورونا (فيديو)

بعد الشهرة التي حظي بها العالم المغربي الأميركي منصف السلاوي، برز اسم عالم مغربي-أميركي آخر، وهو البشير بن محمد، الذي أثار اهتمام الإعلام الأميركي مؤخرا، بعد تطويره لقاحا يقول إنه يقضي على جميع سلالات فيروس كورونا.

وفي حوار مع “أصوات مغاربية”، يؤكد بن محمد، وهو أيضا أستاذ في جامعة “كاليفورنيا إرفين” University of California Irvine بلوس أنجلوس، ولاية كاليفورنيا، أنه تنبأ بالطفرات الحالية لفيروس كورونا، واقترح أيضا حلا يمكن أن يقضي على السلالات الجديدة للفيروس.

كما يتحدث أيضا في الحوار عن مشواره التعليمي والمهني في المغرب وفرنسا وأميركا.

من يكون الدكتور البشير بن محمد، الذي أصبح حديث الإعلام في الآونة الأخيرة؟

أنا مواطن مغربي أميركي. ولدت سنة 1968 بـ”تلمعدرت” قرب زاوية تكانت بمدينة كلميم (جنوب المغرب)، ودرست بمدرسة مولاي أحمد الدرقاوي، ثم انتقلت لمدرسة عبد الله بن ياسين، حيث حصلت على الشهادة الابتدائية. بعدها، انتقلت إلى ثانوية الحسن الحضرمي. وقد حصلت على شهادة البكالوريا في الفيزياء سنة 1984 بمدرسة باب الصحراء في كلميم.

لاحقا، انتقلت إلى مدينة أكادير لإتمام الدراسات العليا في جامعة ابن زهر، وحصلت على إجازة في الكيمياء الحيوية سنة 1989.

بعد ذلك، قررت الرحيل إلى فرنسا لإتمام الدراسة. في البداية، عارض والدي الفكرة لكنني أصررت على ذلك، فحملت حقيبة صغيرة، و2000 فرنك فرنسي، وركبت الحافلة متوجها إلى فرنسا.

كيف كانت تجربة الدراسة في فرنسا؟

في فرنسا، تم قبولي في جامعة “جيسيو” Jussieu في العاصمة باريس، وهناك درست علم المناعة وحصلت على دبلوم الدراسات المعمقة. مباشرة بعد ذلك، أردت متابعة دراستي للحصول على دكتوراه في علم المناعة، وقد كان الأمر صعبا لأن هذا النوع من الدكتوراه يحتاج من الطالب أن يجد مختبرا للقيام بأبحاثه.

لم تكن ظروفي المادية مساعدة، خاصة وأنني كنت طالبا حديث التخرج، ولم يكن لدي عمل قار، لكن شاءت الصدفة أن ألتقي أستاذة فرنسية درّستني في جامعة جيسيو، وكان لها مختبر في معهد باستور فساعدتني في الدخول إلى معهد باستور لإتمام دراستي.

وكيف جاءت فكرة الانتقال إلى أميركا؟

عندما كنت أعمل في مختبر باستور، أخبرني مديري في العمل أن هناك فرصة تدريب في الولايات المتحدة مدتها ثلاث سنوات، وأن بعد عودتي سيسلمني منصب باحث في معهد باستور.

قال لي أيضا إن فرصة التدريب هذه ستجعلني أتعلم وأتقن اللغة الإنجليزية، لأنها لغة العلم، وأن ذلك سيفتح أمامي آفاقا كبيرة داخل المعهد.

قبلت الفكرة بحماس، وكانت هذه فرصتي لإتمام بحث ما بعد الدكتوراه. التحقت بـ”معهد ترودو” Trudeau Institute في مدينة “ساراناك ليك” بولاية نيويورك، لكن وبعد مدة قصيرة حصلت على عرض عمل كباحث بمعهد بلوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وهكذا بدأت مسيرتي المهنية في أميركا أواخر 1997.

بعد سنة، انتقلت للعمل بالمركز الطبي “سیدرز-سایني” Cedars-Sinai. وفي سنة 2002، عرضت عليّ “جامعة كاليفورنيا إرفين” منصب أستاذ مساعد، وبدأت بالتدرج في الجامعة إلى أن أصبحت بروفيسور في الجامعة نفسها سنة 2014.

وحاليا، ما هو تخصصك بالضبط، إضافة إلى التدريس؟

أشتغل الآن “أخصائيا في المناعة واللقاح”. ويتخصص معهد الأبحاث – الذي أعمل به الآن والتابع لـ”جامعة كاليفورنيا إرفين” – في لقاحات “الوحدات الفرعية” Subunit Vaccine، وهي تشبه ما نطلق عليه باللقاحات الميّتة، وهذا يعني عدم استخدام الفيروس بأكمله بل استخراج فقط قطعة بروتين منه، واستعمالها على شكل لقاح.

ومن مميزات هذه الأنواع من اللقاحات هو أن البروتين المستخدم آمن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول إلى الفيروس الأصلي. الهدف في الأخير هو استخدام هذا البروتين لتحفيز مناعة المريض، ودفع الجسد لإفراز ما يسمى بمضادات الأجسام، التي تقاوم وتقضي على الفيروس.

اشتغلت على فيروس “هربس” Herpes simplex لأزيد من 18 سنة وهو فيروس مسؤول عن قرحة الفم والعينين، التي قد تؤدي إلى فقدان البصر في بعض الأحيان. وإلى جانب هذا، أشتغل أيضا على تطوير علاجات مناعية لسرطان الثدي وسرطان البروستاتا.

هذا يقودنا مباشرة إلى الحديث عن اللقاح التي تطوره حاليا، وتقول إنه سيقضي على جميع سلالات فيروس كورونا. ما الفرق بين هذا اللقاح وباقي اللقاحات التي طورتها مختبرات عالمية للقضاء على كورونا؟

لقاحات فايزر وموديرنا، التي تم تطويرها الآن، ترتكز فقط على “سبايك بروتين” Spike Protein أو مضادات الأجسام التي تستهدف المستقبلات الموجودة على سطح الفيروس وتحفز استجابة مناعية. بينما اللقاح الذي أنا بصدد الاشتغال عليه -والذي لا يزال في مرحلة ما قبل التجارب السريرية – يرتكز على مجموعة جد واسعة من البروتينات.

كما نعرف الآن، ففي غضون سنة منذ ظهور فيروس كورونا، لدينا على الأقل ثلاث طفرات، وهي سلالات جديدة من الفيروس ظهرت في جنوب أفريقيا والبرازيل وإنجلترا.

هذه الطفرات الجديدة طوّرت مناعة تحميها من فعالية اللقاحات الموجودة الآن، ولهذا نسعى من خلال اللقاح الذي نشتغل عليه إلى استهداف جميع سلالات هذا الفيروس، حتى التي لم تظهر بعدُ.

ومن أجل القيام بذلك، اقترحت استخدام لقاح واحد فقط، وذلك بإضافة بروتينات أخرى للقاح، ونطمح لأن يكون التلقيح أيضا على شكل ملصق يوضع على الذراع بدل حقنه مباشرة في الجسد.

عموما، فاللقاح الذي أشتغل عليه لا يعتمد فقط على “سبايك بروتين” كمضاد حيوي بل على مجموعة واسعة من البروتينات المضادة، وهذه البروتينات تستهدف أساسا البروتينات التي لا تتغير داخل الفيروس، حتى وإن ظهرت سلالات جديدة.

بمعنى أن اللقاح الذي تقترحه سيقضي على الفيروسات التي طوّرت المناعة ضد اللقاحات الحالية، أليس كذلك؟

نعم، الابتكار أو الجدة التي أتينا بها في اللقاح الذي نشتغل عليه تكمن بخلاصة في ما يلي: فيروس كوفيد 19 ليس أول فيروس يظهر في العالم لسلالة كورونا، كما أنه ليس الأخير الذي سيظهر في العالم، ولكن جميع هذه السلالات لها بروتينات قارة لا تتغير.

وبالتالي سنعمل على تطوير اللقاح بالاعتماد على هذه المعلومة أي أننا سنستهدف التركيبة الجينية المشتركة بين جميع سلالات هذا الفيروس، وسيساعد هذا ليس فقط في القضاء على الفيروس بل على الجائحة القادمة.