• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 01 أكتوبر 2013 على الساعة 11:08

نوفل البعمري لـ كيفاش: هكذا وجدنا تندوف

نوفل البعمري لـ كيفاش: هكذا وجدنا تندوف

 نوفل البعمري لـ كيفاش: هكذا وجدنا تندوف

 

 

حاوره: علي أوحافي

نوفل البعمري واحد من الشباب الاتحاديين الذين زاروا مخيمات تندوف قبل أيام. في هذا الحوار، يروي البعمري ما عاينه الوفد المغربي في المخيمات.

 

كيف مرت رحلتكم إلى مخيمات تندوف؟

الرحلة مرت في أجواء إيجابية جدا، خاصة مع نجاح البرنامج الدي كنا قد أعددناه في المغرب، وهذا يجعل ضروريا فتح المجال أمام الديبلوماسية الموازية لتقوم بكامل أدوارها في الدفاع عن المغرب وعن وحدته الترابية…

ذهبنا إلى تندوف عبر الجزائر العاصمة، حيث وصلنا إليها مساء، ما فاجأنا هناك هو أمران، الأول أنك عند الدخول إلى تندوف تحتاج إلى إذن مسبق، وتقوم بكافة الإجراءات الروتينية وكأنك ستدخل بلدا أجنبيا، والثاني هو وجود المخيمات خارج المدار الحضري لتندوف، حيث للدخول إليها يعمل درك الجزائر إلى السير بك لحوالي 30 كيلومترا، ثم تجد نقطة حدود خاضعة لسلطة البوليساريو أشبه بنقط الحدود التي تجدها بين الدول، حيث يتم تسليمك إلى سلطات الجبهة التي ترافقك إلى المكان الدي ستقيم فيه.

لقد سلمت الجزائر تلك المنطقة المحاذية لتندوف إلى قيادة الجبهة قصد إعمارها، وبالمناسبة فجل سكان المخيمات لا يحق لهم العمل في الجزائر رغم أن أغلبهم يتوفرون وبتنقلون بجوازات سفر جزائرية.

 

كيف جاءت هذه الزيارة؟

زيارة جاءت في إطار مقترح تقدمنا به سنة 2010 إلى رئاسة “اليوزي” (الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي) قصد القيام بزيارة اإلى لأقاليم الجنوبية وكذا إلى المخيمات، في إطار تبادل الزيارة بين الوفدين وتحت إشرافهم، وفي المجلس العمومي الذي انعقد أخيرا في درتموند تم تبني المقترح على أساس تبادل الزيارة، وفعلا تم الاتفاق على البرنامج وعلى عدد أعضاء الوفدين، أربعة من كل جهة. من الناحية الإجرائية تمت الرحلة بشكل عادي، عشنا لحظتي قلق حقيقي لحظة انتظار وصول وفد البوليساريو، وكيف سيتم التعامل معه من قبل السلطات المغربية، وأخرى عند وصولنا

كيف كان دخولكم إلى تندوف؟

كانت لحظة تسليمنا من طرف درك الجزائر إلى جيش البوليساريو، في نقطة العبور الفاصلة بين تندوف والمخيمات، لحظة حرجة جدا، فأن ترى عن قرب علم البوليساريو، وأنت تحت وداخل مجالهم الترابي شعور لا يمكن وصفه. ستجد نفسك بالتأكيد تحاول استذكار كل تفاصيل الصراع التي قد تكون مرت أمامك. شعور لا يمكن وصفه وأنت ترى وراءك المغرب وكيف أن أي خطأ أو فشل محتملين قد يكلفانك الكثير. تداخل إحساس بالريبة إلى حانب آخر مثقل بالمسؤولية. وهنا لا بد أن أفتح قوسا وأؤكد أن تماسكنا، كوفد مغربي، وتكاملنا، من العناصر التي ساهمت في نجاح المهمة. …

التقيتم مسؤولين في البوليساريو؟

التقينا مسؤولين من الصف الأول للجبهة، بدءا بمصطفى البشير السيد ومصطفى خداد ورئيس البرلمان في المخيمات ووالي جهة مخيم العيون والمستشار العسكري لعبد العزيز المراكشي، الذي حسب ما استنتجه من حديث جانبي معه متتبع جدا لتفاصيل الحياة السياسية في المغرب، إلى جانب مسؤولين آخرين.

كل ذلك يظهر الاهتمام الذي أبدته قيادة الجبهة بالزيارة وبالوفد المغربي.

 

هل كنتم تتحركون بحرية في المخيمات؟

كنا نتحرك عموما بوجود رفقة، لم تكن لنا حرية كاملة للحركة بسبب الوضع الأمني، رغم ذلك، وبعد اللقاء الدي جمعنا بشباب البوليساريو، أخبرني أحد الشباب بوجود معتقلي رأي، وأنه نفسه كان مهددا بالاعتقال، ترك لنا خيطا رفيعا للتواصل معه وإن كان صعبا جدا، وأخبرت في حينه أعضاء الوفد المغربي، لكننا ارتأينا عدم طرح الموضوع حفاظا على سلامته.

هل كان سهلا التواصل مع سكان المخيمات؟

الحقيقة أن هناك ثلاث فئات من سكان المخيمات، الأولى تلك المقيمة في أروبا، وهي منفتحة ولا تجد معها صعوبة في التواصل وتتقبل الطرح الآخر، وهناك فئة أخرى نسبياً متعصبة تلك التي تدرس في الجزائر، وهي خاضعة لتأثير الصراع ومتعصبة، لكن أخطر فئة هي تلك التي تقيم في المخيمات وليس لها أي احتكاك بالعالم الخارجي، وهنا أستحضر واقعة مع الشباب الصحراويون وكيف أن شابا عشرينيا في تدخله وجه إلينا خطابه قائلا: أول مرة أرى مغاربة مباشرة وإذا قامت الحرب أول من سأفتل هم أنتم….

أما قيادتهم فهي أكثر إلماما بالوضع المغربي بمختلف أبعاده، ومتتبعة لتفاصيله الدقيقة، بل بعض أسئلتهم كانت دقيقة جدا، وتظهر متابعتها للمغرب.

 

على المستوى الإنساني، ماذا لاحظتم؟

الحقيقة أن هناك وضع إنساني مأساوي يدفع ثمنه سكان المخيمات الذين لا قدرة لهم على العيش خارج المخيمات، خاصة أنهم ممنوعون من العمل في الجزائر، حسب ما أخبرت به. لاحظت أثناء زيارتنا إلى إحدى المدارس الابتدائية كيف أن صور بوتفليقة توجد في مختلف الأقسام، إلى حانب أعلام البوليساريو، كما أن المناهج المعتمدة هي المناهج التعليمية الجزائرية، ولاحظت قلة الحركة في المخيمات إن لم تكن شبه منعدمة، وكأنها أرض خلاء، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى انعدام البنية التحتية والماء والكهرباء.

 

ما هو الانطباع الذي خرجتم به بعد الزيارة؟

الخطاب الذي سجلناه يوحي بوجود استعداد لدى بعض القيادات السياسية، حسب ما لاحظت، لقبول حل سياسي يحافظ على وضعهم الاعتباري فقط، ما يحتاجونه هو ضرورة بناء الثقة.