
من أصعب ما يمكن التعليق عليه هو حوادث العنف والإرهاب، خصوصا حين تضرب “الغرب الكافر”، ويكون الفاعل من أصول “عربية إسلامية”. فنحن، كما العادة، قادرون على التبرؤ من كل شيء ومن الجميع، وبقدر ما نسارع إلى تبني من يدخل الإسلام منهم، نسارع إلى “التنكر” إلى من كان منا وتحول إلى وحش، بل أحيانا نلتمس الأعذار لهذه الوحوش، وفي أفضل الحالات نشهر ورقة المؤامرة، ونستعيد حرب الخليج وإسقاط صدام وإعدامه، وحملات العنصرية، ورسوم المجلة الدانماركية، والهدف دوما أن نوهم أنفسنا بأن الخطأ في “الغرب الكافر”، أما نحن ف”خير أمة أخرجت للناس”.
ما حدث في نيس الفرنسية أفظع من الفظاعة. وما حدث قبل ذلك في دول “كافرة” أخرى مقزز. والمقزز أيضا أن نطلب من هذا “الغرب الكافر” أن يميز، أن نطلب منه أن يكون متعقلا وألا يسقط في فخ التعميم. ندعوه الى التسامح وعدم السقوط في ردود فعل عنصرية. نعم، نفعل هذا ببرودة دم.
الجرأة تقتضي أن نقول إنه من حق “الغرب الكافر” أن يرفض استقبال “نفاياتنا”. أما حكاية “هادو ولادهم” فبعيدة عن الحقيقة. ربما هؤلاء الوحوش تربوا هناك، لكنهم عاشوا بمنطق داعش وأخواتها حتى وهم في قلب باريس وأنوارها.
نحتاج إلى الكثير من الجرأة حتى نقول إننا ننتج الكثير من العنف.