على غير عادته، وبلغة هادئة، قطع عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، صمته، وعاد إلى الخوض في الشأن السياسي.
الصمت بلغ مداه
ولم يخف ابن كيران، في حديثه أمس الأحد (14 أكتوبر)، أمام أعضاء اللجنة الوطنية لشبيبة حزبه الذين استقبلهم في منزله، في الرباط، عدم رضاه عن الوضع الداخلي للتنظيم السياسي.
وخاطب ابن كيران الحاضرين بالقول: “أنا شفتوني ساكت، أنا ساكت باش ما نربكش مسار الحزب”.
وأضاف: “ما ديروش ليهم شي مواقف سياسية اللي ما يقدروش يتحملوها، ما تربكوش مسار الحزب، أنا شفتوني ساكت، أنا ساكت باش ما نربكش مسار الحزب”.
واستدرك المتحدث ذاته قائلا: “ولكن كيبان أن هاد السكوت بلغ مداه، أنا راه ما كنتش عوال نستقبلتكم وما كنتش عوال نقول ليكم كاع هاد الشي، ولكن ما يمكنش ليكم تسكتو… نتوما خاص تكونوا عنصر دفع فالحزب وفالمجتمع”.
شبح البلوكاج
وعاد ابن كيران للحديث عن أزمة البلوكاج الحكومي التي واجهت تشكيل حكومته الثانية، واصفا إياها بـ”الضربة”، معتبرا أن “ديك ضربة البلوكاج اللي ساهمو فيها دوك الأحزاب اللي معروفين”.
إقرأ أيضا:
ابن كيران: أنا ساكت باش ما نربكش الحزب… وشي وحدين شادين طرف ديال اللحم وخايفين لا يديه ليهم شي حد!
وأضاف: “أنا ممكن نقول اللي عليا درتو، حتى كاع يلا تفرغت للعبادة راه مقبول ومشروع، ولكن نتوما لا دابا جا الدور ديالكم… الحكومة والقيادة ديال الحزب راهم كيحاولو يديرو اللي عليهم”، معتبرا أنه “ليس من الإنصاف المقارنة بين حكومته والحكومة الحالية”.
وتابع ابن كيران متحدثا عن حكومة العثماني: “واش هاد الإخوان كيتصرفو مزيان ولا، هم بين الخطأ والصواب… ما غنقولش أنني سعيد أنا ماشي سعيد ولكن ما عندي ما نقول ليهم هوما كيواجهو العافية بداك الشي اللي عطاهم الله خاصنا نخليو الإخوان فالتيقار داك الشي علاش كنقول اللي بغا يعاون سعد يعاونو اللي ما بغاش يعطيه بالتيقار”.
واسترسل: “يلا نجحات هاد التجربة أنكونو فرحانين يلا مانجحاتش وكنا حزب حقيقي سننهض من جديد ولكن يلا العكس بمن سننهض واش نمشيو نجيبو عاوتاني ابن كيران؟”.
الحلفاء والحكومة
ولم يفوت ابن كيران الفرصة ليدلو بدلوه هو الآخر في حملة التراشق بين حزبه وحزب التجمع الوطني للأحرار بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب “الحمامة”، متهما فيها العدالة والتنمية، بـ””السعي إلى تخريب البلاد”.
واختار ابن كيران، في هذا السياق، الحديث تلميحا لا تصريحا، إذ قال: “ما كيحشمش وقليل الحياء، وكيقولو الحزب بغا يخرب البلاد الفساد اللي كيخرب البلاد”.
واعتبر ابن كيران أن رد حزبه على تصريحات الطالبي كان ينبغي أن يكون أقوى مما كان، قائلا: “الرد عليه كان خاص يكون أقوى من داك الشي، إما نهملوه من الأول كيما عملنا لشي وحدين يا إما نوضو ليه بالمعقول، أما نوضو ليه ونرجعو ما عجبنيش الحال، باش يكون السي سعد على خاطرو، ما نتراجعوش واخا تطيح كاع الحكومة آش غيوقع فملك الله يلا طاحت الحكومة؟ واش هي من المقدسات؟ لا، الحكومة يلا مشات نديرو وحدة أخرى ونديرو انتخابات أخرى واخا نطيحو حنا مرة أخرى.. ويلا بغاو يديرو عاوتاني شي خنطاقيرة ويديو الحكومة يديوها”.
بنشماش والحياء
ولم يكن حزب الأصالة والمعاصرة وأمينه العام حكيم بنشماش بمنأى عن هجومات ابن كيران.
وقال في هذا الصدد: “ويلا كان شي واحد شعبي غيقول تابعاهم التابعة، واخا ما عترفينش شناهيا هاد التابعة، وفيما كانوا ياعوذ بالله ولا حاجة كتقاد”.
إقرأ أيضا: ابن كيران: البام تابعاهم التابعة وبنشماش ما كيحشمش… وسيدنا خاصنا نوقروه
وزاد ابن كيران مهاجما حكيم بنشماش: “وهاد اللخر ديالهم اللي غيديرو فمجلس المستشارين، قال ليهم الفيلا شريتها بالفلوس اللي كيعطيني الملك، ما كيحشمش، أولا بعدا واش عطاه الملك يشري فيلا، ثانيا حتى لو عطاه خاصو يسكت، ولكن كاينة قلة الحياء”.
وأضاف: “سيدنا خاصنا نوقروه خاصو يبقا موقر سيدنا ماشي رئيس دولة جانا بالانتخابات سيدنا رئيس دولة وملك وأمير المؤمنين جا بالتاريخ والمحن والقرون، واش كتعتقدو أن المغاربة حومق اللي شادين فهاد العائلة أربعة قرون؟…الحفاظ على المغرب يقتضي الحفاظ على الملك وتوقير ملكيته، واخا شي سياسة ديالو ما تعجبناش ولكن كنتعاملو معاه بالاحترام والتوقير وما نمسوش الرمزية”.
عيوش والوضاعة
ولم يستثن ابن كيران نور الدين عيوش، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، من المسهدفين في خرجته الجديدة، حيث نعته بـ”الوضيع”، بسبب موقفه من المذهب الملكي.
إقرأ أيضا: ابن كيران عن عيوش: إنه وضيع… غير اللي قالو ليه كيجي يبلبل علينا
وقال متحدثا عن عيوش، “نهار خرج واحد الشخص، وأنا غنتحفظ باش ما نشتموش، وجا عند المغرب وكيطعن فمذهب الإمام مالك، وهو معروف لا علاقة له بالإمام مالك، كان خاص تخرجو وديرو فيه بلاغ وتقولو شكون هو اللي كيتكلم وبأي حق، وزيدها تيقول هو صاحب الملك، وعلاش قايم هاد الملك إلا على النسب ديال الرسول وفقه الإمام مالك”.
وانتقد ابن كيران في معرض حديثه موقف عيوش من إدارج الدارجة في التعليم، حيث قال: “دابا ناض هضر على الدارجة، أنت ماشي مشكلتك الدارجة، الدارجة شكل من أشكال اللغة العربية… والله يلا عجباتني فيهم ديك السيدة ديال النمسا اللي دارت خطابها بالعربية، صفعت هذا الوضيع وأمثاله ممن يريدون التخلي عن لغتهم”.
