فرح الباز
حادث الهجوم على منزل إحدى العرافات (شوافة)، في حي وادي الذهب في مدينة سلا، من قبل عشرات المواطنين، الذين تجمهروا أمام منزلها ورشقوه بالحجارة والعصي، أعاد إلى الأذهان أحداثا مماثلة مارس فيها المغاربة “شرع يديهم” ليغيروا أمورا لم ترضهم.
قبل أيام قليلة على نشر شريط الفيديو الذي يظهر محاولة اقتحام عدد من المواطنين منزل “الشوافة”، نشر على موقع يوتوب فيديو آخر يوثق لاعتداء أربعة أشخاص على مثليين في منزل في مدينة بني ملال، وهو الحادث الذي انتهى باعتقال المثليين وإيقاف الأشخاص الأربعة الذين اعتدوا عليهما.
حادث آخر مماثل، وقع في مدينة الدار البيضاء في شهر شتنبر الماضي، إثر قيام ستة أشخاص بالاعتداء الجسدي على شاب بسبب “الاشتباه في ميولاته الجنسية المثلية”، وفقا لما أظهره شريط فيديو، يوثق الاعتداء، بث على موقع يوتيوب.
مثلي آخر نال حظه من سياسة “دير شرع يديك”، وهذه المرة في فاس، حيث أقدم شخصين، يوم الثلاثاء 30 يونيو الماضي، على الاعتداء بالضرب والجرح على المثلي، في الشارع العام.
ورغم تأكيد كل من وزارة العدل والحريات ووزارة الداخلية، في بلاغ مشترك صدر يوم الأربعاء 1 يوليوز 2015، أن “أي فعل أو عمل يهدف إلى أن يحل محل العدالة أو قوات الأمن يعد أمرا غير شرعي تماما”، مهددتين كل من يحاول تطبيق العدالة بنفسه بالمتابعة القضائية، إلا أنه بعد أسبوعين فقط على صدور هذا البلاغ أقدم جمع غفير على الاعتداء بالضرب والجرح على شخص في السوق الأسبوعي لبومية، إقليم ميدلت.
الضحية، الذي تم الاعتداء عليه إثر ضبطه متلبسا بعملية سرقة في المكان المخصص لبيع الماشية، لفظ أنفاسه الأخيرة، في المستشفى الإقليمي في ميدلت الذي نقل إليه على متن سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية.
ويتهمة السرقة مرة أخرى، تم الاعتداء على شخص آخر، يوم الخميس 23 يوليوز 2015، في حي السوارت في منطقة عين برجة في الدار البيضاء. وتناقل عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك صورة للشخص “المعتدى عليه” مدرجا في دمائه.
