يخيم شبح العطش من جديد على عدد من مناطق المغرب، حيث نبه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أمس الاثنين (12 دجنبر)، خلال جلسة الأسئلة الشهرية للسياسة العامة، إلى خطر شح المياه في مدينة مراكش، مؤكدا أنه بات يهدد إمداد احتياجات المنطقة من الماء الصالح للشرب، في ظل التراجع المقلق لمخزون سد المسيرة.
مؤشرات مقلقة
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد ملال، رئيس لجنة البنيات التحتية والطاقة والمعادن والبيئة في مجلس النواب، إن “ما تحدث عنه رئيس الحكومة، البارح بمجلس النواب خلال جلسة السياسة العامة، مؤشرات يعلمها الجميع… حنا عارفين حقينة السدود انخفضت إلى مستويات مقلقة”.
وأبرز ملال، أن “اللجنة استقبلت وفد من البنك الدولي اللي قدم مؤشرات خطيرة حول ندرة المياه والانعكاسات السلبية ديال التغيرات المناخية على بلادنا اللي غادا تكون مقلقة وبالتالي كيخص بلادنا تكون عندنا استشرافية وتدابير سريعة واستباقية لمواجهة الآتي في أزمة الماء الصالح للشرب”.
وعزا النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أزمة ندرة المياه إلى “الإشكال الحاصل اليوم هو تأخر تنزيل مجموعة من البرامج المسطرة لمواجهة الأزمة”.
أمل التساقطات
ولفت ملال، إلى أن التساقطات أنعشت آمال ملء حقينة السدود، قائلا: “الحمد الله استبشرنا خيرا بالتساقطات المطرية خلال هاد الشهر واللي كنتمناو أنه في الشهر الحالي والقادم تكون تساقطات أخرى باش نسترجعو حقينة السدود على الأقل ترتفع إلى 50 أو 60 في المائة من الملء”.
وتابع في سياق الحديث عن تدابير مواجهة الأزمة، موضحا: “كاين برنامج اللي نثمنه وهو برنامج تحلية مياه البحر وهو من التقنيات الحديثة التي يجب تثمينها سواء كانت التساقطات ولا ما كانتش”.
هذا ودعا رئيس لجنة البنيات التحتية والطاقة والمعادن والبيئة في مجلس النواب، الحكومة إلى “إعتماد إجراءات استعجالية لمواجهة مشكل ندرة المياه الذي تتجاوز تداعياته الفلاحة أو الزراعة إلى قدرة التأثير على الحياة اليومية للمواطنين”.
تهديد واقعي
وخلال كلمته في الجلسة الشهرية للسياسة العامة بمجلس النواب، أمس الاثنين (12 دجنبر)، أوضح أخنوش، أنه “في الوقت الحالي وبكل صراحة ضعف التساقطات الذي تسبب في تراجع مخزون سد المسيرة إضافة إلى غياب الاستباقية في إنجاز مجموعة من المشاريع خلال السنوات الماضية أصبح يهدد منطقة مراكش من الماء الصالح للشرب”.
وتابع رئيس الحكومة، في السياق ذاته: “نتمنى في الوقت الراهن بكل صراحة وموضوعية أن تؤجل أمطار الخير التهديدات الواقعية بتراجع إمدادات الماء الشروب لمجموعة من المدن مثل مراكش حيث بلغ مخزون سد المسيرة مستويات جد مقلقة”.
وعلى المدى المتوسط، أوضح أخنوش أن الحكومة ستعمل بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط على دراسة إمكانية إمداد هذه المنطقة بالماء الشروب من خلال تحلية مياه البحر انطلاقا من مدينة آسفي.
