• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 18 يوليو 2023 على الساعة 13:30

كرة القدم النسوية.. بين الرفض الاجتماعي لتأنيث اللعبة في العالم واكتساب الشرعية تاريخيا!

كرة القدم النسوية.. بين الرفض الاجتماعي لتأنيث اللعبة في العالم واكتساب الشرعية تاريخيا!

شكلت سنة 1991 منعطفا حاسما في تاريخ كرة القدم النسوية، التي بدأت ممارستها بشكلها الحديث الذي يخضع للضوابط والأنظمة، أواخر القرن التاسع عشر، حيث شهدت إقامة أول دورة من كأس العالم للسيدات، تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ومورست كرة القدم النسوية في بعض المدن الانجليزية والاسكتلندية في إطار غير احترافي، قبل أن تشهد مدينة غلاسكو سنة 1892، إجراء أول مباراة تحت إشراف الاتحاد الاسكتلندي للعبة، وحذت لندن حذوها سنة 1895، باستضافة مباراة جمعت فريقي شمال المدينة وجنوبها، قبل أن تطالب إحدى اللاعبات البريطانيات وتدعى إليزابيت بروجاني عام 1899 الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بإقامة دوري احترافي خاص بالسيدات أسوة بدوري الرجال، ولكن طلبها قوبل بالرفض.

ولم تستسلم بروجاني واستمرت في النضال من أجل المساواة الكروية بين النساء والرجال، فقامت بتشكيل فريق من بعض عاملات المصانع لتنظيم دوري خاص بهن، ولاقت فكرتها هاته آنذاك ترحيبا شعبيا كبيرا.

واستمر هذا النضال حتى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث أصدر الاتحاد الإنجليزي قرارا يحظر إقامة مباريات النساء على الملاعب الخاصة به، مما حد من شعبية وانتشار اللعبة، التي اقتصرت على إقامة بعض المباريات على الملاعب الخاصة بالريكبي.

ولم تذهب هذه المجهودات سدى وتحقق الحلم في إقامة بطولات خاصة بكرة القدم النسوية ولو بعد سنوات طويلة، حيث تم إحداث الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم النسوية سنة 1969، وهو الأول من نوعه، وبعد ذلك ببضع سنوات، سمحت إيطاليا بإنشاء فرق خاصة بالسيدات، ونسجت على منوالها كل من الولايات المتحدة واليابان في الثمانينات، قبل أن تعلن اليابان عن إقامة أول دوري للمحترفات عام 1989.

وأقيمت سنة 1975 بطولة أمم آسيا الأولى للسيدات في هونغ كونغ، وهي أول بطولة نسوية خاصة بالمنتخبات الوطنية، وقد توجت نيوزيلندا بلقب البطولة، التي ظلت كل سنتين، ثم كل أربع سنوات، وتحمل الصين الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها برصيد ثمانية ألقاب.

وفي سنة 1984 نظمت بطولة أوروبا للأمم الأولى للسيدات، وقد فاز منتخب السويد بلقب هذا الحدث الدولي، الذي أجري بنظام الذهاب والإياب، ومازال يقام باستمرار ، حيث تحمل ألمانيا الرقم القياسي في عدد مرات التتويج به برصيد ثمانية ألقاب.

وأدرجت سنة 1996، مسابقة كرة القدم النسوية ضمن أولمبياد أتلانتا، وذلك لأول مرة في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية، وتوجت سيدات الولايات المتحدة بذهبية المسابقة، التي بقيت تقام في جميع الدورات التالية.

وأقيمت بعض البطولات العالمية غير الرسمية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي منها بطولة نظمت تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم سنة 1988 والتى أجريت على أرضها أيضا أول كأس العالم سنة 1991 وفازت بها الولايات المتحدة الأمريكية، التي نظمت الدورة الثالثة سنة 1999.

وفي سنة 2002 أطلق الاتحاد الدولى لكرة القدم أول بطولة كرة قدم نسوية للشابات وأطلق عليها بطولة أقل من 19 سنة حيث استضافت كندا الحدث الأول، وتم رفع الفئة العمرية أقل من 20 سنة اعتبارا من البطولة التي أقيمت في روسيا سنة 2006.

وتم تغيير اسم البطولة إلى كأس العالم للسيدات لأقل من 20 سنة، وانطلقت بدورة 2008 التي نظمت فى الشيلى وأحرزت الولايات المتحدة لقبها، قبل أن تفوز اليابان بلقب الدورة التي أقيمت بفرنسا سنة 2018.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد توجت بلقب كأس العالم للسيدات بفرنسا 2019 .

وكان النجاح الذي حققته دورة فرنسا كفيلا بتغيير الكثير من وجهات النظر التي كانت تعتبر كرة القدم النسوية مملة أو أقل تنافسية من كرة القدم للرجال، بل أن عددا كبيرا من الجمهور الذي كان يرى في كأس العالم للسيدات كملحق لمسابقة الرجال، غير من نظرته بعد مشاهدته للمباريات، ليأخذها على محمل الجد كحدث رئيسي يستحق المتابعة بشغف.

والأكيد أن بروز ارتفاع مستوى الاهتمام العالمي بكرة القدم النسوية حول العالم يبدو مؤشرا إيجابيا لبداية حقبة جديدة من اللعبة لهذه الفئة.

السمات ذات صلة