“النفايات الهامدة”، معضلةٌ حولت أزقة وشوارع المدينة ومساحاتها الفارغة إلى مطرح مفتوح على الهواء لمخلفات البناء أو غيرها، خطر بيئي يعرض عددا من المساحات الخضراء والطرقات للإتلاف والتشوه، وتشكل تحديا كبيرا لمجلس جماعة الدار البيضاء الجديد ورئيسته نبيلة الرميلي.
تكليف جديد والموارد ضعيفة
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة مدينة الدار البيضاء، إن “النفايات الهامدة باتت تشكل معضلة حقيقية، محولة مدينة الدار البيضاء إلى مطرح مفتوح بجميع أزقتها وشوارعها”.
وأبرز أفيلال، أن “مهام تدبير النفايات الهامدة تكليف جديد على الجماعة، حيث أنه في السابق كان عامل الإقليم هو من كان يسند إليه ملف تدبير النفايات الهامدة”.
وأوضح المسؤول في مجلس جماعة الدار البيضاء، أنه “جرى الاتفاق في المجلس الجديد بعمدته ومكتبه، على تدبير هذا الملف، بالرغم من ضعف الموارد للتخلص من هذا النوع من النفايات”.
وكشف مولاي أحمد أفيلال، أن “عقدا تم إبرامه بمعية شركات النظافة ومجلس المدينة الذي عرفت المجددة هياكله سنة 2018، لم يأخذ بعين الاعتبار النفايات الهامدة حيث اقتصر فقط على النفايات المنزلية”، موضحا أن “شركات النظافة تبرأت من هذه النوعية من المخلفات، بحجة أنها لا تدخل ضمن الاختصاصات المتفق عليها في العقد”.
La propreté est une priorité, un engagement collectif et ce dans tous les quartiers de Casablanca. En 2022, nous devons être solidaires pour une ville + belle et + attractive. Nous continuerons à déployer les efforts nécessaires pour y arriver. Ensemble, Adoptons les bons gestes. pic.twitter.com/pRFJNfeWeG
— Nabila Rmili (@nabila_rmili) January 3, 2022
النفايات بالخلاص
وعن الإجراءات المرتقب اتخاذها لمواجهة هذه المعضلة البيئية، أبرز مولاي أحمد أفيلال، أنه “تم الاتفاق مع عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، لتمرير قرار جبائي في دورة المجلس القادمة، والقاضي بتخصيص دعيرة يؤديها الفرد ويأخذ على إثرها ترخيصا يسمح له بالتخلص من النفايات الهامدة في أماكن محددة، تتكلف الجماعة بالتخلص منها بشكل نهائي في ما بعد”.
ولفت أفيلال، إلى أن “هذا الإجراء هو المعمول به في جميع المدن الكبرى حول العالم، حيث يتم أداء جباية التخلص من هذه النفايات إلى مجلس المدينة الذي يتكلف بدوره بالباقي”.
ولهذا الغرض، تابع أفيلال “سيتم تخصيص 3 مطارح للنفايات الهامدة حدد مواقعها على التوالي في سيدي البرنوصي، النواصر والحي الحسني”.
النفايات الهامدة.. أولوية الرميلي
أكدت نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدارالبيضاء، على “ضرورة التصدي لانتشار النفايات الهامدة في ربوع المدينة”.
وأبرزت الرميلي في تغريدة، نشرتها قبل ساعات عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن “تدبير ملف النفايات الهامدة يندرج ضمن أولويات عمل المجلس، لما تشهده هذه الظاهرة من انتشار واستفحال مقلق”.
La création de décharges informelles est un phénomène de plus en plus répandu et inquiétant. Nous ne tolèrerons plus ce genre de pratiques. Dans ce sens, la gestion des déchets inertes fera partie des prérogatives de la ville. pic.twitter.com/DmZWmnrYaz
— Nabila Rmili (@nabila_rmili) January 3, 2022
آش كيقول القانون؟
وينص القانون 28.00 المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها، على جملة من المقتضيات التي تلزم منتجي هذا النوع من النفايات بالتخلص منها وعلى نفقتهم، إذ أن المادة 8 من القانون المشار إليه، تلزم كل شخص أودع نفايات في غير الأماكن المعدة لها باستردادها لأجل التخلص منها طبقا لأحكام هذا القانون والنصوص المتخذة لتطبيقه.
ويمكن لرئيس الجماعة بالنسبة للنفايات المنزلية والنفايات المماثلة لها، أو لوالي الجهة أو لعامل العمالة أو الإقليم بالنسبة لباقي أصناف النفايات، أن يأمر بالتخلص منها بشكل فوري وعلى نفقة المخالف في حال تم التعرف عليه.
أما بالنسبة للنفايات الهامدة مجهولة المصدر، فكان القانون يخرجها من جملة اختصاصات الجماعة، إلا أنه في ظل تفاقم الوضع اتفق المجلس السابق، برئاسة عبد العزيز العماري، على إدراج تدبير هذه النفايات ضمن اختصاصاته.
