• “الأسد الإفريقي 2025”.. مناورات لمكافحة أسلحة الدمار الشامل بميناء أكادير العسكري
  • لقجع: ملعبا طنجة والرباط سيكونان جاهزين في غضون أسابيع
  • وزيرة الخارجية الفلسطينية: شكرا لجلالة الملك رئيس لجنة القدس على الجهود المبذولة لدعم القضية الفلسطينية
  • بالتراضي وبشكل فوري.. الوداد يفك ارتباطه بالمدرب موكوينا
  • مسؤول أمني: احتضان المغرب للجمعية العامة للإنتربول يعكس مكانته كشريك موثوق به في مواجهة التحديات الأمنية العالمية
عاجل
الجمعة 01 نوفمبر 2013 على الساعة 15:21

عصبية نبيل بنعبد الله

عصبية نبيل بنعبد الله يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير
dafkirt@yahoo.fr

أعصاب نبيل بنعد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وأوفى حلفاء ابن كيران في الحكومة، منفلتة هذه الأيام. الرجل التقدمي الذي عهدته صاحب رجاحة عقل ونضج، أصبح يحلل المشهد السياسي بأعصابه وليس عقله، ولذلك يشعر من يتتبعون مساره بالدهشة مما عبر عنه في ضيافة المعهد العالي للإدارة بالرباط.

بنعبد الله قال أمام طلبة معهد، كما نقلت عنه ذلك التغطيات الصحفية، إن استمرار الضغط على الحكومة من شأنه أن يسقط المغرب في نموذج الحرب الأهلية السورية، أو في تجربة تفكك الدولة في ليبيا. ولحد الساعة، يصعب على من قد يشاطر بنعبد الله قلقه هذا، أن يفهم لم لا يرى لأفق أزمة مفترضة غير تجربة سوريا وليبيا، وليس النموذج المصري أو التونسي الأقربين إلى مخاوف رئيسه في الحكومة عبد الإله ابن كيران.

لكن المرء قد يتفهم هذه العصبية غير المعتادة في نبيل بنعبد الله، فمنذ الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة، وهو لايبدو راضيا عما حصل في كواليسها وما انتهت إليه من نتائج شطرت وزارته إلى نصفين. وجعلت سلطاته الحقيقية تنتقل إلى زميله امحند العنصر بينما احتفظ هو بما يشبه مكتب دراسات لا غير.

ومع ذلك، كان بنعبد الله وحزبه شجاعين في قرار تحالفهما مع حزب العدالة والتنمية، ودافعا بشراسة عن هذا الاختيار لدرجة أنه أقنع خصومه أو على الأقل جعل منتقديه يتفهمون حيثيات تحليله، أفهمنا الحزب مرة أنه يضع مصلحة البلد فوق مصلحته، ومرات أخرى أن التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي منهجان متحركان يأخذان بعين الإعتبار مستجدات الظرفية التاريخية، وقدر البعض منا أن الحزب الشيوعي المغربي السابق قد يكون ضمير الحداثة في الحكومة.

وقد تكون هذه هي تعاقدات بنعبد الله مع الرأي العام في تبرير استمراره داخل النسخة الثانية من حكومة ابن كيران، أما أن نعود إلى ذات المنطق البني للمجهول من قبيل أن جهات تحارب الحزب، أو إلى وعيد أن الحكومة إن لم تنجح فستنتهي إلي تجربة الحرب الأهلية في سوريا أو تفكك الدولة في ليبيا، فذلك لايعدو كونه تكريسا لضبابية الفاعلين في المشهد السياسي، وانسياقا بالبلد إلى لعبة «إما أن نكون وإلا فلن يكون الوطن».

لنقلها باختصار ووضوح، حزب التقدم والإشتراكية حزب ديمقراطي وطني على «راسنا وعينينا» كما يقول المغاربة في لغتهم الدارجة، لكن الوطن أكبر وأقوى من أن تهزه كبوة وزير أو تعثر تجربة حكومية أو حتى اندثار حزب.