يبدو أن رادارات المجلس الوطني للصحافة، ومن فيه، ما عادت تلتقط ما يدور خارج أسوار مكاتبهم، حيث شغلهم الشغل حاليا هو “إعادة تجديد الهياكل”!!.
بشكل تعسفي، يُطرد صحافي مغربي، غيور وبمسار مهني مشرف، من قناة “الجزيرة” القطرية، بسبب تغريدة يدافع فيها عن المرأة المغربية، ممارسا بذلك حقه في التعبير والرأي الذي تكفله كل المواثيق والقوانين، لكن أين المجلس الوطني للصحافة من كل هذا؟؟!
هو صحافي مغربي وجد نفسه، بعد رحلة مهنية دامت حوالي 27 عاما، داخل القناة القطرية، خارج أسوار هذه القناة بضغط من لوبي جزائري. ولكن أين المجلس الوطني للصحافة؟؟!
طرد عبد الصمد ناصر بشكل جائر بسبب دفاعه عن نساء بلاده، ضد ما كالته لهن “وسيلة إعلام” جزائرية رسمية من اتهاماتت. طرد بسبب غيرته ووطنيته ودفاعه عن بلاده ومؤسساته، لكن المجلس الوطني للصحافة ما مساليش، ولاَّ عايش فدار غفلون.
منذ انتشار الخبر، توالت أشكال التنديد بقرار القناة القطرية، وانهالت كلمات التضامن مع عبد الصمد ناصر، في وقت لم يكلف المجلس الوطني للصحافة نفسه عناء تدبيج ولو جملة تنديدية واحدة!
سكت مسؤولو المجلس عن الكلام وجفت أقلامهم التي سال مدادها في مناسبات عدة للدفاع عن كراسيهم ومناصبهم، وتعويضاتهم طبعا.
لا يمكن وصف “اللا موقف” الذي عبر عنه المجلس الوطني للصحافة، الذي هو مؤسسة من المفروض فيها، ومن مهامها، أن تمارس دور الوساطة والتحكيم في مثل هذه النزاعات، سوى بـ”قلة النفس”، فعوض أن يكون المجلس أول المنددين والمستنكرين لما تعرض له الزميل ناصر، بل ويسارع إلى تجميد اتفاقيته “تعاونه” مع قناة “الجزيرة” القطرية، اختار نهج سياسة النعامة.
طَرد الصحافي عبد الصمد ناصر، وكل ما رافقه من خلفيات ودسائس تحاك في الخفاء، يثبت بالملموس أن قناة “الجزيرة” تكيل بألف مكيال، فأين هي من كل تلك التغريدات التي اقترف فيها بعض صحافييها الجزائريين إساءات متكررة في حق المغاربة والمغرب؟؟!
هل هكذا يرد جميل “كاسر الحاصر”؟؟.
ختاما… قطر نكارين الخير، ففي عز الحصار لم يرضخ المغرب لضغوط بعض الدول، وأرسل طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر.
وفي موقف ملكي شجاع وشهم، زار الملك محمد السادس الدوحة، كاسرا الحصار المضروب على قطر من طرف دول خليجية من بينها السعودية والإمارات والبحرين، ومقدما درسا تاريخيا مسجل في ذاكرة كل قطري.
