الكلام لا يمكن أن يؤخذ على أنه أكثر من وخزات مسؤول سياسي يتعلم المعارضة, فمزوار لم يبتلع بعد هزيمته أمام البيجيدي، خصوصا أنه كان قدم نفسه في الانتخابات السابقة بديلا أملس لبولحية. غير أن الرجل، وهو يتلقف الزلات اللسانية لرئيس الحكومة، يعي، في عمقه، أن تصريح بنكيران لا يعكس موقفا مهينا ولا رأيا متخلفا ولا احتقارا ولا إهانة ولا هم يحزنون، بل كل ما في الأمر أن الرجل تطغى عليه طبيعته المغربية فيستلهم منها بعض ما يراه مناسبا التعبير, وغالبا ما ينجح.
ولأن الطبع يغلب التطبع، كما قال السلف، بنكيران يفشل كل مرة في أن يكون شخصا آخر، أما إن نجح في التحول فإنه سيخسر، لا محالة، سر شعبيته.
ومهما كان الحال, بنكيران ما جابش شي حاجة من عندو، وكلامه الواضح المقنع أفضل من كلام منتقى منمق بينه وبين الواقع آلاف الأميال!
عودة إلى مزوار، قد يكون بنكيران أهان المغربيات بمثل تصريحه، فما فعلت أنت وقد “كسبت” الملايين من منح “مستحقة” في زمن الأزمة؟
إهانة بنكيران؟ إن صحت؟ أهون ألف مرة… والله أعلم!