• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 06 نوفمبر 2023 على الساعة 17:11

شاهد على الحدث.. معنينو يسرد محطات هامة عن المسيرة الخضراء

شاهد على الحدث.. معنينو يسرد محطات هامة عن المسيرة الخضراء

بـ”قشريرة” شاهد على الحدث، صوّر الكاتب والصحافي الصديق معنينو، شدّة تأثره، وهو يسرد كواليساً ومحطاتٍ عن المسيرة الخضراء المظفرة، الحدثِ المتجذّر في تاريخ المملكة، الذي يعكس تشبت المغاربة ملكًا وشعبا بوحدتهِم الوطنية.

تنظيم وتعبئة 

وكشف الصديق معنينو بصفته أحد رجال الإعلام، وكشاهد عيان آنذاك، كيف استطاع الملك الراحل الحسن الثاني، إعداد وتنظيمَ وتعبئةَ هذه الملحمة التاريخية، قائلاً: ” آنذاك كنت مُديرا للإعلام في التلفزة المغربية، وطُلب منّا الإعلان عن خطاب الملك الراحل الحسن الثاني إلى الشعب المغربي في تلك الليلة، وحينها تساءل الناس، ماذا سيُخبرنا الملك؟، وكما هو الأمر بالنسبة للشارع المغربي، انقسمت تفسِيراتنا المسبقة في قسم الأخبار، هناك من قال إن الملك سيعود إلى الأمم المتحدة، ومن قال إن إسبانيا ستبدأ مفاوضاتِها مع المغرب.. وهناك من قال.. إن الملك سيُعلن الحرب، وسيدخل الصحراء بالقوة”.

وتحدث قيدوم الإعلام والاتصال، عن مضمون الخطاب الملكي مستطرداً :” جاء الخطاب ليقول أن الله سبحانه وتعالى وقف إلى جانِبنا، وقد ظهر الحق، ونحن الآن بمُوجب البيعة للحسن الثاني، سندخل الصحراء”.

استغراب الجزائر وإسبانيا

وتحدث الكاتب والصحافي الصديق معنينو، عن ردود فعل مستغربة، لكل من الجزائر وإسبانيا حينها، مُسترسلا كلامه: “في الجزائر وصفوا المسيرة بالكذبة، وأنه لا يمكن للمغرب أن يُنظم 350 ألف شخص، وينقلهم عبر آلاف الكيلومترات إلى الصحراء.. إنه غير ممكن.. هذه ألعوبة وسياسة على حد قول الجزائريين”.

ولم يختلف الأمر بالنسبة لإسبانيا، يقول معنينو: “في إسبانيا، اعتبروها كذبة أيضا، فالمغرب بالنسبة إليهم، بإمكاناته، لا يمكنه أن ينظم المسيرة الخضراء”، مشيدا في السياق نفسه، بالسرية التي تميزت بها المسيرة الخضراء: “إن الملك هيّأ للمسيرة ثلاثة أشهر قبل ذلك.. أنا أيضا استمعت الى الخطاب ولا أعرف شيئا عن هذا التنظيم المحكم والسري للغاية”.

“قشعريرة” شاهد على الحدث

وعن المهمة الإعلامية التي كلفه بها شخصيا، الملك الراحل الحسن الثاني، قال معنينو: “كنت المشرف على إعداد الأخبار في التلفزة المغربية، وكلفني المغفور له بمهمة، هي إنتاج برنامج تلفزيوني يتعلق بالمسيرة الخضراء، له هدفان، أولهما طمأنة المواطنين المغاربة المؤمنين بطبيعة الحال بالقضية الوطنية، إلا أنه في غيابِ وسائل التواصل الحديثة، كانوا يخشون على أهاليهم من وقوع أي صِدامات أو حوادث، خصوصا وأن مِئات الشاحنات آتية من كل حذب وصوب من مختلف جهات المملكة نحو نقطة واحدة”.

وبطريقة تبسيطية، وصف معنينو كيفية طمأنته للمواطنين عبر الأثير: “فكنت أقول لهم مع خريطة صنعتها بالمناسبة، الناس الذين غادروا وجدة، وصلوا بخير إلى فاس، وهم يبلغون سلامهم إلى أسرهم.. الذين غادروا الرشيدية، وصلوا إلى طنطان بأمان، ولم يتبقى لهم إلا مائتي كيلو متر للوصول..

وتابع المتحدث تعبيرا عن النتيجة المرضية: “بعد الاستماع إلى البرنامج، كانو الناس كيقولو الحمد لله، عائلاتنا وصلو بيخير، الناس ديال الإقليم ديالنا وصلوا بخير”.

وصور معينيو، مشهد الوفود القادمة في المسيرة الخضراء: “عشرة آلاف قادمون من هنا و8 آلاف من هنا، و20 ألف من هناك، وأعلام وصياح وزغاريد… أحسست بقشعريرة، كنت أود أن أنقل المشهد الباهر للمتواجدين في مدن أخرى.. تقدمنا حوالي 20 و25 كيلومتر مشيا على الأقدام، قال لنا جلالة الملك عندما تدخلون، تيمموا وصلوا وذلك ما فعلناه”.

الوصول إلى جماعة الطاح

عندما وصل المواطنون إلى جماعة الطاح في إقليم طرفاية بجهة العيون الساقية الحمراء، برزت بشكل جلي ثمارُ إشراف المغفور له الملك الحسن الثاني، على الإعداد والتنظيم والتعبئة لهذه المحطة التاريخية في تاريخ المملكة المغربية، كما أوضح الكاتب والصحافي الصديق معنين: ” كانت الأمور منظمة، كل إقليم كانت له مساحة مخصصة له، ومسطر بالجير الأبيض.. هذا إقليم كذا بشاحناته وخيامه وحتى أفران الطهي في مكان واحد، كما أن كل إقليم جلب معه على الأقل فرقتين موسيقيتين”.

وتابع في سرده للمشهد: “الشاحنات بدورها أوقدت الأضواء حتى يتمكن المتطوعون من جمع ملابسهم وأغطيتهم وخيامهم والاستعداد للدخول، لأن الملك بعد ذلك قال يوم الأربعاء 5 نونبر… فإذا عزمت فتوكل على الله.. قال.. غذا ستنطلق المسيرة”.

دبابات وفواهات الرشاشات

وعن لحظة الوصول، قال الكاتب والصحافي الصديق معنينو: “وجدنا حائطا من الرمال وراءه دبابات، وأعشاشا تخرجُ منها فواهات الرشاشات، فضلا عن شاحنات كبيرة هنا وهناك.. توقفنا وجلسنا، وبنينا خيامنا، وجمعنا الحطب وأوقدنا النار، ثم جلسنا في حالة من الترقب الشديد”.

وأكد معنينو أن جوا من التساؤل، خيم على المواطنين، خاصة الصحافيين منهم: ” الموضوع الأهم في تلك اللحظة، ماذا سيقرر الملك.. هل يقول توكلوا على الله وتقدموا، وهاجموا الخطوط العسكرية الاسبانية، وتوغلوا فيها؟ أو انتظروا في عين المكان إلى حين انتهاء المفاوضات مع إسبانيا”، مضيفا، أن الملك الراحل في الخطاب، قال بشكل مفاجئ: “ستعودون إلى جماعة الطاح حيث كنتم، وأنا سأعود إلى مراكش، ان شاء الله يكون الخير”..

العلم المغربي يرفرف

وروى معنينو مشاهد، أناس تبكي وتصيح في عين المكان أنها لاتخاف من الإسبان… ومن الناس من أقسم ألا يعود، فنحن نكن نعلم بأمر المفاوضات التي تقررت، وبأن الوفد سيُسافر… وُقعت المفاوضات وتقرر انسحاب القوات الإسبانية والإدارة الإسبانية..”.

وأنهى المتحدث كلامه بالقول: “الإسبان بعد التوقيع قالو الله يخليكم، غادي نطلبو منكم شهرين إلى ثلاثة أشهر، عندنا قوات عسكرية لابد من إمكانات لجمعها وهكذا كان.. وفي نهاية نونبر منذ 47 سنة، صعد العلم المغربي وأنزل العلم الإسباني”.