• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 24 سبتمبر 2013 على الساعة 14:00

سياسة مرفوضة

سياسة مرفوضة يونس دافقير [email protected]
يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير
[email protected]

الاستهجان الذي لقيته «مسيرة» حميد شباط الأحد الماضي بالرباط، وسط قطاع عريض من الرأي العام ، يتضمن رسالة واضحة مفادها أن المغاربة قد يستمتعون بالتقشاب وخفة الدم كتوابل للممارسة السياسية، لكنهم يرفضون «التاحيماريت» أسلوبا في السياسة، ويعترضون على تجييش «الطبالة والغياطة» للاعتداء على كرامة الخصوم مهما بلغ مستوى الاختلاف معهم، إنهم، باختصار شديد، يريدون ممارسة سياسية حتى إن لم تكن في القمة، فعلى الأقل أن ترتفع عن السقوط في الحضيض.

وقد يكون الوقت قد حان ليقوم الاستقلاليون بتقييم نوع المعارضة التي يمارسها حميد شباط منذ انتخابه أمينا عاما للحزب، لأنه وإلى حدود اللحظة على الأقل، مازال كثيرون يميزون بين حزب الاستقلال بتاريخه ورموزه ونضالاته، وبين حميد شباط بشعبويته وخرجاته المثيرة للغثيان وليس فقط الجدل.

وهو يلوح بالخروج من الحكومة، تفهم البعض تقديراته السياسية، وقال البعض الآخر لا بأس لحزب في الأغلبية الحكومية أن يعبر عن معارضته للحكومة التي يشارك فيها ويخرج بعد ذلك إلي المعارضة، فله الحق في أن يطلب إعادة النظر في أولويات البرنامج الحكومي، والإصرار في الدعوة إلى تعديل حكومي، حتى وإن كان تعديلا بمنطق تصفية الحساب الحزبي الداخلي..

لكن شباط ذهب أبعد من ذلك، وبدأ يندحر بسرعة جنونية نحو هاوية السياسوية والشعبوية، منذ أشهر ونحن نتتبع نوع الخطاب المعارض الذي ينتجه، ويمكن القول إن حتى أكثر الناس تناقضا، وليس اختلافا فقط مع ابن كيران، سيعبر عن تعاطفه مع رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ويتضامن معه في وجه هذا المد الطافح بالسباب وتحقير الذات الآدمية..

لم يعد شباط يكتفي قط بإطلاق الاتهامات التي تقع تحت طائلة القانون الجنائي على عواهنها، قال أكثر من مرة إن العدالة والتنمية يمول التنظيمات الجهادية، وقال مرات أخرى إن ابن كيران يخدم أجندة أجنبية في اتهام بالعمالة والتخوين… بل إن معارضة الرجل بدأت تمتح من خطاب التضليل، ومن قاموس السباب والشتم… في تحقير كامل لسياسية لم تعد تغري أحدا لدرجة أن استقلاليين أنفسهم نأوا بأنفسهم عن حضور مهزلة الأحد الماضي بالرباط…

المعارضة بالشكل التي يمارسها حميد شباط اليوم، تشبه أسلوب الميليشات، وهي بعيدة جدا عن نوع الممارسة السياسية التي ينشدها المغاربة، وتلك هي رسالتهم إلى شباط بعد فضيحة الأحد الماضي، وكأنهم يريدون القول الاختلاف يجب أن يمارس في إطار احترام كرامة الخصوم والمنافسين، وفي إطار برامج وأفكار، لا بأسلوب تتقدمه الحمير وتتربع على عرشه ألفاظ سوقية.