تعددت روايات المؤرخين حول حدث المسيرة الخضراء، وتعددت تقديراتهم لخلفيات القرار الذي اتخذه الراحل الحسن الثاني.
ومن بين من قدموا شهاداتهم على الملحة التي أبدعها الملك الراحل الحسن الثاني، الصحافي والإعلامي الصديق معنينو.
واستعرض معنينو خلال استضافته في برنامج “حديث رمضاني” محطات بارزة سبقت موعد انطلاق المسيرة الخضراء، وأخرى خلالها وبعدها.
وتحدث الصحافي معنينو عن الطابع السري الذي لف كل الجوانب المتعلقة بإعداد الحسن الثاني للمسيرة الخضراء، سواء من حيث الفكرة أو الإعداد أو التنظيم أو التعبئة أو اللوجستيك أوالتنفيذ.
وأكد الصحافي أن الراحل الحسن الثاني فاجأ العالم أجمع بالدعوة إلى تنظيم المسيرة، في وقت تكاثرت فيه التكهنات داخل الأوساط السياسية والإعلامية بشأن مستقبل قضية الأقاليم الجنوبية.
ووجه الملك الحسن الثاني، يوم 16 أكتوبر، خطابا إلى الأمة، أعلن فيه عن تنظيم مسيرة سلمية صوب الصحراء، وهو الاعلان الذي شكل مفاجأة بالنسبة إلى الملاحظين والمتتبعين لتطورات الخلاف القائم بين الرباط ومدريد حول هذا الملف، فيما لقيت هذه الدعوة تأييدا شعبيا تلقائيا من مختلف طبقات الشعب المغربي وحساسياته السياسية والفكرية، ومثلت في الآن ذاته مادة دسمة لوسائل الاعلام الرسمية والحزبية، والصحافة الدولية تعليقا وتحليلا.
وشكلت المسيرة الخضراء “وسيلة ضغط خلاقة” دفعت إسبانيا إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، غيرها أنها، في الوقت ذاته، برأيه “دفعت بالجارة الجزائر لأن تجعل من عداء المغرب ومعاكسته في مساعيه وتحركاته المشروعة لاسترجاع الصحراء، من الثوابت التي أصيحت تقوم عليها عقيدتها الدبلوماسية والسياسية والعسكرية.
